سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
باريس – كتبت مجلة “لوبوان” Le Point الفرنسية، اليوم الأربعاء، أن المنهجيات والمبادرات المتخذة في المغرب لمواجهة الأزمة الصحية والسير قدما على درب الانتعاش الاقتصادي، تؤكد طموحه في البروز بشكل أكبر على الساحة الجيو-اقتصادية الدولية.
وفي مقال تحليلي مطول بعنوان “المغرب، بطل إفريقيا المستقبلي؟”، الذي يستند إلى مذكرة حديثة حول السياسة الاقتصادية، تم تحضيرها تحت إشراف المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي، المساهم المهم في التفكير حول المغرب الذي يوجد حاليا قيد الإنشاء، وكذا على تحليل استراتيجي، أعد أيضا تحت إشراف المعهد، حول مغرب ما بعد أزمة “كوفيد-19” والسياسات المناخية والطاقية المبتكرة، تحاول المجلة الفرنسية توضيح الكيفية التي يمكن بها للمغرب أن يلعب “دور قاطرة من أجل إقلاع مشترك متناغم للقارة الإفريقية”، ولكن أيضا أن يكون بمثابة “قطب طاقي” إقليمي بوسع إفريقيا وأوروبا أن تعتمد عليه.
وتحت عنوان “نحو تغييرات هيكلية من أجل إقلاع إفريقي مشترك: دور المغرب كقطب صناعي مستقبلي وقاطرة للاندماج”، كانت مذكرة السياسة الاقتصادية من صياغة السنغالي-السويسري الدكتور بابا ديمبا ثيام، الخبير في التنمية الإقليمية والمتخصص في التنمية الصناعية القائمة على سلاسل القيمة. ورشحت هذه المذكرة التي أعدت تحت رعاية المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي، المغرب للعب “دور قاطرة من أجل إقلاع مشترك متناغم للقارة”. حيث استعرض الكاتب من خلالها “عناصر استراتيجية من شأنها المساعدة على تحويل المغرب، الممر الصناعي المحتمل، إلى عدة “مراكز للنمو متعددة الأقطاب”، تتيح فرص الاستثمار المندمجة والمتكاملة بين إفريقيا وبقية العالم”.
أما بالنسبة للتحليل الاستراتيجي، تحت إشراف المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي، حول مغرب ما بعد الكوفيد والسياسات المناخية والطاقية المبتكرة، فقد أوضحت كاتبته غالية المختاري، المحامية لدى هيئة الدار البيضاء والمتخصصة في تمويل المشاريع الطاقية، لماذا لا يمكن لمغرب ما بعد الكوفيد الهروب من السياسات المناخية والطاقية المبتكرة.
وأكدت “لوبوان” في هذا المقال التحليلي الموقع من طرف مالك دياوارا أن المغرب انطلاقا من كونه “قاطرة من أجل إقلاع مشترك متناغم للقارة”، حسب مذكرة السياسة الاقتصادية للدكتور بابا ديمبا ثيام، و”مركزا طاقيا” حسب التحليل الاستراتيجي لغالية المختاري، بوسعه أن يكون في صميم شبكة تمنحه إمكانيات تجاه شريكه الاقتصادي الرئيسي، أوروبا، أو إزاء الفضاء الذي يعتزم اقتحامه بكل قوته: إفريقيا جنوب الصحراء.
وأشارت إلى أن “المنهجيات والمبادرات المتخذة في المغرب، سواء من طرف الحكومة أو الشركاء الاجتماعيين، بما في ذلك الاتحاد العام لمقاولات المغرب بشكل خاص، في مواجهة هذه الأزمة الصحية والسير قدما على درب الانتعاش الاقتصادي، أكدت الطموح المغربي في البروز بشكل أكبر على الساحة الجيوسياسية الدولية”.
وحسب “لوبوان”، فإن الطريقة المثالية التي أعادت بها المملكة توجيه ترسانتها الصناعية في ذروة الأزمة الصحية لـ”كوفيد-19” لا تتعارض مع التأكيد الذي قدمه الدكتور بابا ديمبا ثيام في مذكرته حول السياسة الاقتصادية، مؤكدا أن المغرب لديه إمكانيات جدية لتحويل ميزاته النسبية إلى مزايا تنافسية.
وإلى جانب ذلك، فإن المسلسل الذي شرعت فيه المملكة للتحكم بشكل أفضل في انتعاشها الاقتصادي مثير للاهتمام، من حيث أنه يجمع بين الأفكار والمبادرات ذات التأثير القوي الموجهة نحو إحداث وتطوير سلاسل قيمة محلية جديدة، كما هو الشأن بالنسبة لتعزيز وتبنى أنماط جديدة للتعاون الدولي.
وبخصوص مسألة إعادة الترحيل، لاسيما في قطاع السيارات الذي يهتم به المغرب على نحو كبير، أشارت “لوبوان” إلى أن “السلاح المطلق في هذا المجال، هو بالطبع الخبرة، لكن أيضا وقبل كل شيء القدرة التنافسية”، مؤكدة أنه “حتى ذلك الحين، تمكن المغرب من المزاوجة بين هاتين الصفتين، الأمر الذي لاقى ترحيب مجموعة بي.إس.أ ورونو-نيسان”.
(و م ع)