أكورا بريس- عادل الكرموسي
في مواقف عدائية صادمة، حذر خبراء وسياسيون وعسكريون إسبان وباعتراف صارخ منهم بقوة الدينامية الاقتصادية والتنموية التي يقودها الملك محمد السادس، من “استراتيجية الدولة التي بات المغرب يقودها بشأن مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، معلنين أن له إرادةكبيرة للحفاظ عليها على المدى الطويل”.
وفي هذا السياق، أوضح مدير مرصد سبتة ومليلية كارلوس إتشيفيريا في مداخلة له اليوم الجمعة في مؤتمر سبتة ومليلية نظمه المرصد المذكور التابع لمعهد الأمن والثقافة بمقر نقابة الصحفيين بمدريد، بأن ما وصفه ب”ضغط المغرب على حدود سبتة ومليلية لن يتوقف”. مشيرا في موقف منحاز أنه “من الملائم لإسبانيا أن يكون لها إستراتيجيتها الخاصة بالدولة بشأن المدينتين المحتلتين بإسبانيا، باعتبارها حدود للاتحاد الأوروبي” على حد تعبيره.
وقال المؤتمرون في مواقف معادية للمغرب وتحرش مفضوح “ينبغي أن يكون للاتحاد الأوروبي موقف واضح تجاه المواقف الأحادية الجانب للمغرب على هذه الحدود ، لأنها حدود خارجية للاتحاد الأوروبي ، وليس فقط بين إسبانيا والمغرب”. على حد وصفهم.
وارتباطا بهذا الموضوع، كانت صحيفة الإسبانيول الإسبانية، نشرت تقريرا، تُبرز فيه المخططات الاقتصادية التي ينفذها المغرب بإشراف من الملك محمد السادس، من أجل امتلاك نوع من “السيادة المشتركة” مع إسبانيا على مدينتي سبتة ومليلية الواقعتين في شمال المغرب.
وحسب تقرير الإسبانيول، فإن الملك محمد السادس، شن حملة كبيرة وواسعة من المشاريع الاقتصادية على الواجهة الشمالية المتوسطية المحيطة بكل من سبتة ومليلية، الأمر الذي ضيق عليهما الخناق الاقتصادي بشكل كبير.
وقال التقرير، بأن الملك محمد السادس جعل المنطقة الشمالية وجهته المفضلة، سواء في إنجاز المشاريع الاقتصادية، أو لقضاء عطله الصيفية، وقد انعكس ذلك على الوضع في الشمال، بظهور عدد من المشاريع التي غيرت من ملامح المنطقة، وأشار التقرير إلى نماذج من تلك المشاريع الضخمة.
وفي هذا السياق، قالت الإسبانيول، بأن محيط مليلية على سبيل المثال، يعرف إنجاز مشاريع متعددة بالناظور، مثل توسعة مطار العروي ليكون قادرا على استيعاب أعداد كبيرة من المسافرين، إضافة إلى مشروع الترامواي الذي يهدف المغرب إلى إنجازه في أفق 2025، وربطه بين مطار الناظور وصولا إلى مركز مدينة مليلية.
كما، أن المناطق المجاورة، تقول الإسبانيول، تشهد العديد من المشاريع التي تدخل في المجال السياحي، كمنتجع مارشيكا، والفنادق الكبرى، حيث يهدف المغرب إلى إضافة 34 ألف سرير كطاقة استيعابية سياحية جديدة في المنطقة، إضافة إلى مشاريع أخرى تقوي البنية التحتية والاقتصاد، ومن أبرزها ميناء الناظور المتوسطي الذي سيكون بدوره ميناء اقتصاديا مهما في مجال التبادل التجاري.
وأشارت الإسبانيول، بأن الاختناق على مليلية يُتوقع أن يزداد، في حالة إذا فرض المغرب منع الطائرات المتوجهة إلى مطار مليلية من التحليق في أجوائه، الأمر الذي سيدفع بالطائرات إلى اختيار مطار العروي بالناظور بدل مطار مليلية الذي يُعاني أيضا من عدم قدرته التوسع بسبب ضيق مساحة المدينة.
أما على مستوى مدينة سبتة المحتلة، قالت الإسبانيول، بأن محيطها، بدورها عرف ويعرف تغيرات كثيرة، حيث شهدت المدن المجاورة، كالمضيق وغيرها تطورات مهمة في البنية التحتية، كما أن المغرب يعمل حاليا على بناء المنطقة الحرة التجارية في الفنيدق، بعد إنهاء التهريب المعيشي في مدينة سبتة ومليلية معا.
وأضافت الإسبانيول في هذا السياق، أن تضرر اقتصاد سبتة المحتلة بدأ عندما قام المغرب بإنجاز ميناء طنجة المتوسطي، مشيرة إلى أن اقتصاد المدينة تضرر كثيرا بهذا الميناء العملاق الذي خلق 75 ألف فرصة عمل، كما أنه يعرف توسعات مستمرة، وبفضله أصبح المغرب من البلدان البحرية المهمة في العالم.
ولا تقف المشاريع الاقتصادية الهامة والضخمة في شمال المغرب التي ضيقت الخناق على سبتة ومليلية عند هذا الحد حسب الموقف الإسباني، بل أشارت الإسبانيول أيضا إلى مشروع مدينة محمد السادس طنجة تيك، التي ستكون مدينة صناعية تكنولوجية حديثة والتي ستُبني على مساحة تُقدر بألفين هكتار، وتتوقع أن تخلق 100 ألف منصب شغل.
وأنهت الإسبانيول تقريرا بالقول، بأن المغرب قضى عقدا من الزمان في إنجاز المشاريع الكبرى بهدف تضييق الخناق على سبتة ومليلية، وإجبار إسبانيا على التفاوض بشأنهما، مشيرة إلى أن الاجتماع الرفيع المستوى الثنائي بينهما، الثاني عشر من نوعه، سيتم قريبا.