تساءلت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، عن ما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحمل مسؤولية التطورات الأخيرة في أفغانستان؛ إذ سيطرت حركة طالبان على البلاد، وسط انسحاب القوات الأمريكية، لافتة إلى أنه قد يدفع ثمن هزيمته هناك لكن بعد انتهاء جائحة كورونا التي تشغل الشعب الأمريكي الآن.
وقالت المجلة في تقرير نشر الاثنين، إنه في الـ 8 من الشهر الماضي أعلن بايدن أن اجتياح حركة طالبان وامتلاكها البلد بأكمله أمر مستبعد للغاية، في الوقت الذي سخرت فيه المجلة من تصريحات بايدن، مضيفة أنه ”بعد عدة أسابيع امتلكت طالبان بالفعل معظم أفغانستان بينما تتدافع أمريكا لإخراج موظفي سفارتها المتبقين إلى جانب مترجميها الفوريين من العاصمة الأفغانية كابول“.
وعن ما إذا كان ما حدث هو خطأ بايدن، أشارت ”ناشيونال إنترست“ إلى تقرير في صحيفة واشنطن بوست التي وصفت ما حدث بأنه أسوأ فشل للسياسة الخارجية لواشنطن منذ سقوط مدينة سايغون الفيتنامية، بل وأسوأ حتى من سقوط الموصل بالعراق بأيدي تنظيم داعش، وهي كارثة أخرى كان من الممكن تجنبها من خلال إبقاء قوات أمريكية رمزية في أفغانستان“.
ونوهت إلى أن ”قادة الجيش الأمريكي _بمن فيهم الجنرال مارك ميلي ووزير الدفاع لويد أوستن_ حذروا بايدن من أن طالبان ستنتصر في غياب القوات الأمريكية، لكن بايدن رفض تلك التوقعات، وأن ما فاجأ إدارة الأخير لم يكن هجوم طالبان بل سرعة الهجوم“.
وأفادت بأن ”سجل أجهزة المخابرات الأمريكية سوف يخضع لتدقيق خاص وإذا كانت تقديرات وكالة المخابرات المركزية مفرطة في التفاؤل، فماذا يقال عن مصداقية تقديراتها حول الهجمات الإرهابية المحتملة ضد أمريكا التي قد تنطلق من أفغانستان“.
ورأت أن ”دفع بايدن ثمنا سياسيا لخروجه من أفغانستان، أمر مشكوك فيه على المدى القصير، فقد يصفق الجمهور الأمريكي المنهك من الحرب والمشغول بالقضاء على فيروس كورونا أكثر من النزاعات في الخارج، لعزيمة بايدن الحديدية من أجل كي الجرح الأفغاني المتقيِّح الذي أصاب السياسة الخارجية الأمريكية لعدة عقود، لكن السؤال المفتوح إلى متى سيصمد هذا الموقف الأمريكي من قرار بايدن“.
ولفتت المجلة إلى أن ”الجمهوريين قد يسعون إلى تحويل الانتخابات النصفية لاستفتاء على من خسر أفغانستان، فيما سخر وزير الخارجية السابق مايك بومبيو من محاولة بايدن تغيير اللوم المثير للشفقة والقيادة الأمريكية الضعيفة“، محذرة في الوقت نفسه من ”وقوع هجوم إرهابي على الأراضي الأمريكية، أو من انتكاسة أخرى في الخارج، أو إحياء ذكريات الهزائم المتتالية التي شهدتها أمريكا في السبعينيات من القرن الماضي، مع تقدم الاتحاد السوفيتي في العالم الثالث“.
المصدر – إرم