أشادت مسؤولات إفريقيات رفيعات، مساء الأربعاء، بالتزام المغرب بتنفيذ الميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة (ميثاق مراكش).
و أبرزت المسؤولات خلال الجلسة الختامية لأول مؤتمر بين حكومي من أجل البحث الإقليمي بشأن تنفيذ الميثاق العالمي لهجرات آمنة ومنظمة ومنتظمة، “التقدم المحرز في مجال تنفيذ ميثاق مراكش والعمل الملموس الذي تم قيام به” والمتمثل، من بين أمور أخرى، في إجراء إصلاحات تشريعية تتعلق بمجال الهجرة.
ويتضمن الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة، الذي تمت المصادقة عليه سنة 2018 بمراكش، 23 هدفا يتوفر كل هدف منها على دليل للمبادرات الممكنة، من قبيل تيسير الولوج إلى قنوات الهجرة وجعلها أكثر مرونة، وكذا تسهيل الولوج إلى مساطر التجمع العائلي للمهاجرين، وتقليص آجال معالجة طلبات الحصول على تصاريح العمل العادية.
وقالت مديرة الشؤون الاجتماعية بلجنة الاتحاد الإفريقي سيسي مريمة محمد في الجلسة الختامية للمؤتمر التي ترأسها مدير المغرب الكبير وشؤون اتحاد المغرب العربي والاتحاد الإفريقي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عبد الرزاق لعسل، “أحيي التزام المملكة المغربية بتنفيذ ميثاق مراكش. وقد ظهر ذلك من خلال العمل الممتاز الذي قام به المغرب لإنجاح هذا المؤتمر. وأتقدم بالشكر للمملكة على التزامها بالرغم من الظروف التي فرضتها جائحة كوفيد-19”.
وأكدت في كلمة ألقاها بالنيابة عنها السيد مبكازي رئيس قسم العمل والتشغيل والهجرات في اللجنة المذكورة أن هذه الأخيرة ملتزمة بتنفيذ مخرجات هذا الاجتماع، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ ميثاق مراكش على مستوى القارة، معتبرة أن هذا الاجتماع “أتاح فرصة مواتية لتعزيز التعاون والتنسيق على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية بخصوص هذا الاتفاق”.
ومن جهتها، عبرت السيدة إيدلام إميرو مديرة قسم النوع الاجتماعي والفقر والسياسيات الاجتماعية في اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة عن امتنانها للمملكة المغربية على الإدارة الحكيمة، وعلى إنجاح هذا المؤتمر، مشيدة بالعمل الناجع الذي يقوم به المغرب في مجال الهجرة.
وسجلت أن الأهداف التي سطرها هذا المؤتمر قد تم تحقيقها من خلال تمكين البلدان الإفريقية الأعضاء من بحث التقدم المسجل على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية، في إطار تنفيذ مقتضيات وأهداف الميثاق، في ضوء التحديات التي أفرزتها جائحة (كوفيد-19).
و بالمقابل، اعتبرت السيدة إميرو أن “الطريق لا يزال طويلا لجعل الهجرة محركا لتحقيق التنمية المستدامة بالقارة الإفريقية”.
وبدورها، نوهت ممثلة المنظمة الدولية للهجرة في إثيوبيا ولدى الاتحاد الإفريقي مورين أشيينغ بالنقاشات الناجحة التي جرت خلال هذا المؤتمر، مبرزة التقدم الذي تم إحرازه في تنفيذ الميثاق العالمي لهجرات آمنة ومنظمة ومنتظمة والمبادرات الملموسة التي قامت بها البلدان الإفريقية .
وخلال الافتتاح الرسمي ، في وقت سابق اليوم ، لهذا المؤتمر المنعقد عن بعد، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة أن إفريقيا تتموقع كفاعل مركزي في تنفيذ هذا الميثاق العالمي.
وقال السيد بوريطة إنه “على الرغم من أن الهجرة الإفريقية تظل موصومة ومحملة بالأفكار المسبقة والمفاهيم التبسيطية، فإن القارة السمراء فرضت نفسها كفاعل مركزي في تفعيل الميثاق”، معتبرا أن التدابير الكبرى التي اتخذتها إفريقيا ، مؤخرا ، تعد دالة في هذا الشأن، منها على الخصوص إحداث المرصد الإفريقي للهجرة الذي افتتح مقره بالرباط في 18 دجنبر 2020.
وأتاح هذا الاجتماع الذي نظم بمبادرة من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، والمنظمة الدولية للهجرة وشبكة الأمم المتحدة المعنية بالهجرة، الفرصة لتقاسم التجارب والخبرات والممارسات الجيدة بين البلدان الإفريقية، وتسليط الضوء على الإكراهات التي تواجهها المنطقة، وكذا مناقشة سبل معالجتها، خاصة في ظل الأزمة الصحية العالمية.