أكد الكاتب الصحفي، طالع سعود الأطلسي، أن عبث النظام الجزائري يقوده إلى إطالة أمد النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، من دون جدوى، رغم أنه يستنزفه ماليا وسياسا، ويعمق أزماته ويزيد من عزلته عن الشعب الجزائري.
وقال سعود الاطلسي، في مقال تحت عنوان ” النظام الجزائري العابث.. بالجزائر “، نشر على الموقع الإلكتروني ” مشاهد 24 “، أن ما تبذره القيادة الجزائرية من إمكانيات مالية ومناورات دبلوماسية لإطالة أمد حل هذا النزاع المفتعل يجعل من الجزائر أول الخاسرين فيها وبها، وفقط وحدها.
وذكر الكاتب بأن جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني كان قد توقع هذا العبث بالجزائر من جهة جنرالات نظامها، وذلك منذ أزيد من ثلاث عقود في جوابه على سؤال صحفي فرنسي حول ما إذا كان قلقا من الرصيد الضخم الذي يتوفر للجزائر من عائدات السوق البترولية، بالقول إنه ” كان سيكون عاديا أن أقلق، ولكني وأنا أتابع كيف يتصرف حكام الجزائر بذلك الرصيد المالي الضخم، فإني قلق وأخاف على مستقبل الشعب الجزائري “.
وسجل أن ” جواب الملك الراحل تمتد صلاحيته إلى يومنا هذا مع انكشاف الحجم المهول للخصاصات في الحياة اليومية للشعب الجزائري، والتي تشمل المواد الغذائية الأساسية والبنيات الأساسية الصناعية والاقتصادية والاجتماعية، بينما يتواصل هوس النظام الجزائري بالمغرب “.
وأضاف السيد أن ” هذا الهوس تفاقم إلى ما يشبه الإدمان على معاداة المغرب، مع ما يكلف ذلك من السفه في تبذير المال العام الجزائري، وبلا طائل وبلا منفعة للجزائر، في عمليات فاشلة لشراء خدمات لوبيات وأدوات إعلامية خاصة في واشنطن أو في بعض، العواصم الأوروبية، دون احتساب المجهود المالي للمخابرات الجزائرية في تغذية الذباب الإلكتروني وتوجيه طنينه ضد المغرب “، لافتا إلى أن ” ذلك المجهود المالي والمخابراتي يفشل دائما في تحقيق مساعيه ويخدم عكس ذلك مصالح المغرب من دون بذل أي مجهود “.
وضرب، في هذا الصدد، المثل بالصحفية في قناة “بي بي سي”، التي طاردت وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلنكن، بسؤال واحد، طرحته عليه أربع مرات، في حوار واحد، في سلوك غير مألوف في الحوار الصحفي، في محاولة ” لاستنطاقه ” في موضوع الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، موضحا أن تلك الصحفية خدمت مصالح المغرب بينما كانت مشحونة بالعداء له.
وأوضح كاتب المقال أن وزير الخارجية الأمريكية أعاد على مسمع ” الصحفية “، ومسمع الجزائر من ورائها، أربع مرات الجواب نفسه، و” أثبت من خلاله القناعة السياسية للإدارة الأمريكية في تعاطيها مع نزاع الصحراء المغربية، جواب مفاده أن القرار الأمريكي بخصوص مغربية الصحراء ساري المفعول وثابت ولم يصدر عن الإدارة الأمريكية ما يفيد التراجع عنه “.
وأضاف أن المسؤول الأمريكي شدد، في المرات الأربع، على أن الإدارة الأمريكية ” جد مركزة على دعم مجهودات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، في المسلسل الذي ترعاه الأمم المتحدة، لإيجاد حل دائم ومشرف “، مبرزا أن ” ذلك يعد الجواب الذي يبدد أوهام النظام الجزائري من خلال الإفصاح عن عدة حقائق في طلقة سياسية واحدة “.
واعتبر الكاتب الصحفي أن ” مشاكسة الصحفية استخرجت من الوزير الأمريكي عكس ما كانت ترمي إليه، وأدت إلى قصف الأوهام الجزائرية، بعد أن كانت تسعى إلى تغذيتها وإنعاشها “، مبرزا أن ” تلك الجهود الجزائرية تبددت، بل وتولد عنها ما يزيد تجارتها السياسية كسادا “.
من جهة أخرى، أوضح الصحفي أن ” المجهود الجزائري لشراء خدمات لوبي أمريكي من الكونغرس ومن خارجه في اتجاه تلغيم العلاقات المغربية الأمريكية طاله أيضا الفشل “، مشيرا إلى تأكيد بلاغ للخارجية الأمريكية صدر عقب استقبال السيد بلنكن، في واشنطن بعد عودته من جولة إفريقية، لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على أن الشراكة الثنائية ” طويلة الأمد ومتجذرة في المصالح المشتركة من أجل السلم والأمن والازدهار الإقليمي”.
ولفت إلى أن البلاغ أشاد أيضا باتفاقات 22 دجنبر الموقعة في الرباط، والتي شملت الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، عكس كل محاولات من حركتهم القيادة الجزائرية لإبطال ذلك الاعتراف.
أما بخصوص موضوع النزاع حول الصحراء المغربية، يضيف سعود الأطلسي، فقد أوضح بلاغ الخارجية الأمريكية للجزائر ولكل من يعنيه الأمر بأن “الحكم الذاتي جاد وذو مصداقية وواقعي ” مبرزا أن ذلك هو الشرح الأمريكي للحل ” الدائم والمشرف “.
وخلص كاتب المقال إلى أن ” لقاء السيد بلنكن بالسيد بوريطة بواشنطن، الاثنين، شكل ما يشبه قراءة للقرار الأخير لمجلس الأمن، توضحه وتدقق مرجعيته وتؤكد التزام الإدارة الأمريكية بدعم كل الجهود الدولية للتقدم في حل النزاع، والتي تؤطرها الأمم المتحدة، وضمنها المسعى المغربي المتطلع، وعبر مقترح الحكم الذاتي، إلى تسوية هذا الملف “.