خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله
أكد باتريك سيرينز، المحامي وأستاذ القانون الدولي، في مقال رأي، نشر له على صحيفة “لاليبر بيلجيك”، أن الاتحاد الأوروبي مدعو إلى الانخراط في الدينامية الجارية حول الصحراء المغربية.
وأبرز السيد سيرينز أن الوضع آخذ في التغير، لاسيما بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ونهج دبلوماسية رصينة بهذا الخصوص، مذكرا بأن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية يقوض ازدهار المنطقة المغاربية بتكلفة اقتصادية هامة.
وفي هذا السياق، سلط الخبير البلجيكي في القانون الدولي الضوء على تأكيد إدارة بايدن لمغربية الصحراء، ما يشكل في نظره “حدثا كبيرا يغير المعطيات الجيو-ستراتيجية للمنطقة”.
وأضاف أنه في غضون سنوات قليلة، تم افتتاح ما لا يقل عن 21 قنصلية في الصحراء، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يحتفظ في هذا الصدد بـ ”وضعية انتظار وترقب لا تخدم مصالحه ولا مصالح ساكنة المنطقة”.
وبعد تذكيره بالتقلبات القانونية المرتبطة باتفاقيتي الصيد البحري والفلاحة المبرمتين بين المغرب والاتحاد الأوروبي، أوضح الخبير القانوني البلجيكي أن قرار قضاة لوكسمبورغ، الذي شكل على الفور موضوع استئناف أمام محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، ”يظهر أن هناك خيطا رفيعا بين الحجج القانونية والسياسية، وهذا ليس من دور القضاء”.
ومع ذلك – يضيف السيد سيرينز- فإن “هذا القرار المبتذل له في ذات الآن، آثار دبلوماسية على اعتبار أن المغرب يعد الشريك الأكثر موثوقية في المنطقة، واقتصادية بالنظر إلى أنه في حال تأكيد القرار، قد يطلب من الشركات الأوروبية دفع مبالغ مهمة للمدعين”.
واعتبر أنه “من الضروري، إذن، أن يتملك الاتحاد الأوروبي الملف بكل قوة حتى يتسنى تفادي أن يكون بعض القضاة مجبرين على تسوية هذا النزاع السياسي من خلال مسطرة ليست من اختصاصهم”.
من جهة أخرى، سلط السيد سيرينز الضوء على مقترح الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب، “والذي لقي ترحيبا من طرف العديد من المتدخلين الذين ينتمون لجميع الأطياف السياسية”.
وذكر بأن الاتحاد الأوروبي أقر في العام 2019 بأن خطة الحكم الذاتي “تسير في الاتجاه الصحيح”.
وأضاف أن “الظروف لم تكن قط أكثر ملاءمة بالنسبة لحل تفاوضي رابح-رابح للجميع، لكن الأمر يتطلب شجاعة سياسية معينة”.
وفي هذا الإطار، اعتبر البروفيسور سيرينز أن “الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي يرجح أن تتولى الملف، لكن بوسعنا أن نأمل في أن تتمكن بلجيكا، أرض التوافق حيث يوجد قلب أوروبا النابض، من أن تضع لبنة أساسية في هذا الصرح”.