فيضانات إسبانيا: سانشيز يعرب عن شكره للمملكة المغربية على دعمها لجهود الإغاثة في فالنسيا
بقلم: شامة درشول
المغرب وطن غريب، والمغاربة شعب غريب، وصدق ابن خلدون حين قال”في المغرب لا تستغرب”.
-قد يكون لي موقف غير ايجابي من المعتقل السابق بتهمة الارهاب السيد محمد حاجب، لكن هذا لم يمنعني من مد يد المساعدة حين طلبها من صديق مشترك لصديقه المعتقل السابق بنفس التهمة والمتمتع بعفو ملكي محمد الشطبي رحمة الله عليه.
-وقد يهاجم محمد حاجب الدولة المغربية ورجالاتها ومخابراتها، لكن هذا لم يمنعه من ان يسأل احد الاصدقاء المشتركين التحدث الى نفس هؤلاء الذين هو على خصومة معهم لكي يقدموا المساعدة لصديقه الراحل محمد الشطبي.
-وقد يكون الراحل محمد الشطبي سلفيا جهاديا التقى باسامة بن لادن، وشارك في حرب افغانستان، واعتقل بموجب قانون الارهاب، وحكم بعشرين سنة قبل ان ترفع لثلاثين سنة بعد مشاركته في عملية فرار من السجن هوليودية، لكن ذلك لم يمنعني من التردد عليه بالمشفى ب #الرباط شهورا قليلة قبل رحيله، لأن ما حركني هو “تمغربيت” والتي تفرض علينا انه حين يطلب منا شخص مد يد المساعدة لشخص مريض لا نتردد في التجاوب مع طلبه، ونضع خلافاتنا الايديولوجية والسياسية جانبا، ونغلب عليها انسانيتنا قبل كل شيء.
-وقد يكون الراحل اشتكى لي مما وصفه ب “الإهمال الطبي” الذي لحق به وهو في السجن بسبب بيروقراطية الادارة في تعاملها مع شخص متابع بقانون الارهاب وسبق ان فر من السجن، لكن ذلك لم يمنعه من ان يعترف بأن “شخصية أمنية سامية” ساهمت ومن مالها الخاص في توفير مصاريف ملفه الصحي، بل انها كلفت شخصيات عرفت بمحاولتها اعادة ادماج المتابعين بالارهاب السابقين في المجتمع، بمتابعة الملف الصحي للراحل حتى يلقى عناية طبية خاصة في المستشفى الخاص الذي كان يعالج فيه ب #الرباط، بل ان الراحل أخبرني بنفسه أنه موعود بشغل منصب باحث في احد مراكز الدراسات فور استعادته عافيته من مرضه العضال.
-وقد يكون السيد محمد حاجب قد تألم لألم الراحل محمد الشطبي وهو يشكو قسوة مرض السرطان التي كانت تعرقل رغبته في الانطلاق في هذه الدنيا، وتعويض ما فاته منها، لكن حاجب لم يكن حاضرا وأنا اطلب من الراحل ان يخبرني بكل ما يؤلمه وألا يخجل مني وأن يبكي إن شعر برغبته في البكاء، فوجدت الدموع تنهمر على خده.
يقال ان المتشبثين بالكراهية يخشون إن هم تخلصوا من كراهيتهم سيكونون مضطرين لمواجهة الألم، وقد رحل السيد محمد الشطبي عن عالمنا هذا وقد واجه هذا الألم، ورفض ان يظل سجين الكراهية مثل صديقه.
المغرب بلد الطيبين رغم قسوة الوطن، والمغاربة يحافظون على الطيبة في قلوبهم مهما اشتد الخلاف مع الخصم، لذلك ادعو السيد محمدحاجب ان يستحضر في قلبه “تمغربيت” التي تعلمناها مع المغرب البلد، ونتشاركها مع المغاربة الشعب، وان يتابع خصومته مع الدولة بعيدا عن روح الراحل محمد الشطبي، وعن عبارات غريبة مثل “مقتل” الراحل الشطبي، وهو ادعاء باطل جملة تفصيلا أشهد على بطلانه أنا وكل من قدم يد المساعدة للراحل بناء على طلب محمد حاجب نفسه، والذي تجاوبنا معه بغض النظر عن موقفنا السلبي منه او خصومته مع الدولة، وهو ما لا يحمله الا ذنبا، ولن يزيدنا وجنود الخفاء الذين ساعدوا الراحل من الأطباء الى رجال الأمن الا أجرا وثوابا نسأله عند الله مقبولا.
رحم الله الفقيد، وجعل مثواه الجنة، وانا لله وانا اليه راجعون.
(عن الحائط الفيسيوكي لشامة درشول)