خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله
ما سمي تقرير “فيك فيك” الصادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش عن حرية الصحافة والتعبير بالمغرب، أوقف “البيضة فالطاس” مثلما يقول المثل الدارج المغربي.
أوقفها من حيث أنه فضح حقيقة تقارير هذه المنظمة والوجه الحقيقي لأعضائها المتحاملين جهارا نهارا على المملكة المغربية.
لن يستطيع المغربي (للأسف) رضى بنشمسي، مدير التواصل والمرافعة بقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيومن رايتس ووتش” أن يبرر السقوط المدوي لهيومن رايتس ووتش في اللامهنية التي بنت عليها تقريرها الأخير، حتى لو استنجد ب”طاطا خديجة”، التي كانت حولت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى لسان ناطق باسم “النهج”، وبفؤاد عبد المومني الحقوقي اليساري المتصابي، الذي يخفي حقده الدفين تجاه بلده ومؤسساته، وراء صفتي “الحقوقي وخبير الاقتصاد” ووراء “جمعية ترانسبرانسي المغرب”.
هؤلاء وحواريوهم ينطبق عليهم مثل “تمسك غريق بغريق”، والنتيجة غرقهم جميعا. منطق الأشياء يحتم هذه النتيجة، فإذا كان رضى بنشمسي يتباهى بأنه صار مديرا للتواصل لمنظمة ابتزازية فله ذلك، لأن المبتز لا يفتخر ا إلا بمن يفوته ويفوقه في الابتزاز.
حكاية حصول بنشمسي على هذا المنصب لدى “منظمة هيومن رايتس ووتش”، لم يكن بسبب كفاءته الحقوقية أو في مهنة الصحافة، فهو الذي كان لا يتردد في القول وإعادة القول في اجتماعات هيئة تحرير مجلة “تيل كيل”، أن الصحافي لا يمكن أن يكون حقوقيا أو سياسيا، فها هو الآن يصول ويجول بلا مهنية ولا أخلاق ولا مبادئ في تقارير هيومن رايتس ووتش الموجهة إلى المغرب.
إنه”فساد القلم”. هذا هو الوصف الذي ينطبق على أحمد رضى بنشمسي، منذ أن كان يتعلم مهنة الصحافة بأسبوعية “لافي ايكونوميك” في عهد مالكها الفرنسي جون شرايبر، وأيضا وهو صحفي بجون أفريك، وزاد فساد قلمه حين أصدر أسبوعية “تيل كيل”.
كان أقنع نفسه، وما يزال، أنه يتحكم في عالمه مثل ساحر. لذلك أصدر مجلة “تيل كيل” فقط من أجل مصالحه الشخصية جدا ليس إلا. ولم تكن لديه أبدا نشر القيم التي كان يتجح بها.
كان هدفه الوحيد والأوحد هو الهجرة إلى بلد “العم السام” بمجرد جمع “اللعاقة” وتم له ذلك عقب بيع “تيل كيل”. لم يعد خافيا على أحد أن حصول بنشمسي على المنصب المذكور لدى هيومن رايتس ووتش، كان بالطريقة نفسها التي تمكن من التسجيل في جامعة “ستانفورد” في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
إليكم شهادة لعلي لمرابط، الذي يعرف خبايا “الكتيبة الصحفية لعين عودة”:
(“الصّحافي الآخر الذي دخل في خانة “الطلبات الخطية” هو أحمد رضا بنشمسي، مؤسس أسبوعية “تيل كيلْ” الملقب بـ”شكرا صاحب الجلالة”، بسبب كثرة المرّات التي شكر فيها الملك. فبعد أن أدرك أنه سيغادر إدارة مجلة “تيل كيل”، وعندما كان يتفاوض لبيع أسهمه، قدّم بنشمسي طلبا للتسجيل في جامعة “يال” في الولايات المتحدة الأمريكية. كان يعتقد أنه سيُبهر الأمريكيين بتقديم شهادة السّلك الثالث التي حصل عليها من معهد الدراسات السياسية في باريس، الشهير بـ”Sciences Po”، وللذين لا يعرفون المجال الجامعي الفرنسي كما أعرفه، فإن القول بامتلاك دبلوم من “Sciences Po” دون تحديد نوعيته هو نوع من النصب والاحتيال..
هناك نوعان من الشّهادات، الشهادة التي نحصل عليها بعد مباريات صعبة ومسار طويل، وشهادة أخرى يمكن للجميع الحصول عليها بدون مباريات، بالتسجيل في السلك الثالث، كما هو الشأن بالنسبة لأي جامعة عمومية. وطبعاً، فإن الشهادة الأكثر قيمة هي الشهادة الأولى وليس الثانية، المتاحة للجميع.. وعندما يقول بنشمسي إنه خرّيج معهد الدراسات السياسية فإنه لا يوضح أبدا أنه لم يجتز أي مباريات وأن الدبلوم الوحيد الذي يمتلكه هو دبلوم السلك الثالث. وأدعوكم بالمناسبة إلى قراءة البحث الجامعي الذي أنجزه بنشمسي للحصول على شهادته: موضوع البحث هو “مخطط بيكر”. إقرؤوا هذا البحث وستقضون -كما قضيتُ- وقتا جميلا ومرحا حول التنبؤات البنشمسية، المغلوطة تماما حول الصّحراء..
لنعد إلى موضوعنا.. بعد أن رفضته “يال”، طلب بنشمسي من “مولاي هشام” مساعدته للالتحاق بجامعة “ستانفورد” في ولاية كاليفورنيا، لماذا “ستانفورد”؟ لأن “مولاي هشام”، الذي يحب مصاحبة وتقليد الرّؤوس الكبيرة (واسألوا عبد الله حمودي) كان دائما من المانحين الأسخياء لهذه الجامعة، بل إنه وقع شراكة مع هذه الجامعة تسمح له بحق إدراج اسم الجامعة في بطاقة العمل الخاصة به وتحصل هي، في المقابل، على بعض الملايين من الدولارات كهدية من الأمير.. هذه هي أمريكا: “بيزنيس” مقابل “بيزنيس”.
وهكذا زكى “مولاي هشام” بنشمسي لدى المجلس الإداري للجامعة، الذي قبل مدّعيا تصديقه أن شهادة “شكرا صاحبَ الجلالة” هي تلك المتحصلة من مباريات معهد الدراسات السياسية. أنا لا أختلق شيئا، لأنّ الحسين مجذوبي هو الذي أكد لي، بعد حصوله على الضوء الأخضر من “مولاي هشام”، ما أرويه اليوم، بعد أن طلبتُ منه توضيحات بخصوص هذه المسألة. قد يقول قائل: نعم، ولكنْ أين المشكل؟ صبرا، فقبل أشهر من مغادرته سفينة “تيل كيلْ”، أهدى بنشمسي لـ”مولاي هشام” ملفا تصدر غلاف المجلة يمدح ويمجّد إنجازات وحياة “الأمير المنبوذ”. من كتب هذا الملف؟ إنه أحمد رضا بنشمسي، الصّحافي الذي سيلتحق بعد أسابيع قليلة، بجامعة ستانفوردو -“مولاي هشام”..).
السؤال العريض الذي يطرح نفسه على الدوام: كيف لأي كان أن يرى أن هذا المحتال الفاسد يستطيع يوما أن يكون موضوعيا وهو يتحدث عن المغرب أو يكتب عن الوضع الحقوقي وعن حرية الصحافة والتعبير فيه؟!!