العام الثقافي قطر-المغرب 2024: عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية
أقيم الجمعة بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء حفل استقبال على شرف الأطفال المقدسيين المشاركين في الدورة الثالثة عشرة للمخيم الصيفي، المنظمة ما بين 12 و25 غشت الجاري، والتي تحمل اسم “دورة الانبعاث”.
وتعرف دورة هذه السنة التي تنظمها وكالة بيت مال القدس الشريف بشراكة وتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، مشاركة 50 طفلا وطفلة من القدس تتراوح أعمارهم ما بين 11 و15 سنة، مع خمسة مؤطرين مقدسيين.
وفي كلمة بالمناسبة، رحب محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس، بالضيوف المقدسيين في بلدهم الثاني المغرب، مبرزا أنه يتم اليوم الاحتفاء باستقبال المجموعة الثالثة عشرة من أطفال القدس، التي تضم 50 طفلا وطفلة من بينهم 30 من الإناث و20 من الذكور.
وأشار في هذا السياق إلى أن مجموع عدد المستفيدين والمستفيدات من هذه التجربة الاجتماعية والإنسانية، بلغ إلى حدود دورة هذه السنة 650 طفلا، مع أزيد من 60 مؤطرة ومؤطرا.
وقال السيد الشرقاوي إن هذا المخيم يندرج في إطار أنشطة وكالة بيت مال القدس التي “تسير على هدي توجيهات جلالة الملك محمد السادس، لخدمة مدينة القدس وأهلها، من خلال اختيار مشاريع إنسانية تزرع فسائل الخير، وتشيع الأمل في الأجيال الفلسطينية، وتبعث الطمأنينة في نفوسهم بمستقبل أفضل”.
وأكد في هذا الصدد، أن الوكالة تحرص على إحاطة المشاركين في دورات المخيم الصيفي بمظاهر الفرح والجمال، وتعريفهم بتاريخ المغرب وحضارته وطبيعته الخلابة والمتنوعة، بالإضافة إلى تنظيم زيارات لأقرانهم من الأطفال المغاربة المشاركين في المخيمات الصيفية المقامة، في هذه الفترة، للتلاقي والتعارف.
من جانبه، أبرز عبد المجيد آيت هموري، المدير الجهوي لقطاع الشباب بوزارة الشباب والثقافة والتواصل بجهة الدار البيضاء سطات، أن تنظيم هذا المخيم يعبر عن مدى اهتمام الشعب المغربي بدولة فلسطين، ويقوي روابط الأخوة والمحبة بين الشعبين.
وأشار السيد آيت هموري في تصريح للصحافة، إلى أن برنامج هذا المخيم يشمل مجموعة من الجولات والورشات المرتبطة أساسا بموضوع هذه الدورة المتمثل في “آثار التغيرات المناخية على سلامة البيئة وأهمية المحافظة على الماء”، والذي يروم تحسيس وتوعية الأطفال بأهمية المحافظة على البيئة وحماية التوازن الطبيعي في وسطهم المعيشي.
من جهتها، أعربت غادة الطراوي مستشارة في سفارة فلسطين لدى المملكة المغربية، في تصريح مماثل، عن امتنانها وشكرها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، للدعم والعناية اللذان يوليهما لهؤلاء الأطفال، مؤكدة على أواصر الأخوة والتلاحم والترابط التي لطالما جمعت بين الشعبين المغربي والفلسطيني.
وأبرزت أن هذا المخيم، الذي أصبح موعدا سنويا ينتظره الأطفال المقدسيون، يعد فرصة لهؤلاء الأطفال للتعرف عن كثب على المغرب وعلى أهله وتقاليده، والوقوف على موروثه الحضاري والثقافي الغني.
وفي تصريحات لقناة (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، وجه مجموعة من الأطفال المستفيدين خالص الشكر إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عنايته ورعايته الموصولة التي يشملهم بها، وإلى وكالة بيت مال القدس وكافة الجهات المنظمة لهذا المخيم، معربين عن سعادتهم وفرحهم للمشاركة في دورة هذه السنة، التي تعد فرصة لهم للتعرف عن قرب على الثقافة المغربية، وزيارة أهم الأماكن والأوراش التنموية بالمملكة.
وتميز حفل الاستقبال بتأدية الأطفال المقدسيين للنشيدين الوطنيين الفلسطيني والمغربي، بالإضافة إلى أداء أغنية “نداء الحسن”.
ويشتمل برنامج الدورة على تنظيم رحلات تربوية يستفيد منها أطفال القدس، يزورون خلالها المعالم التاريخية بمُدن الدار البيضاء والرباط وطنجة وأصيلة وتطوان والمضيق وشفشاون، ويقفون على عدد من المشاريع الاقتصادية الهامة التي تشهدها المملكة، من بينها ميناء طنجة المتوسطي، ومصانع السيارات ومشاريع البنية التحتية والطرق والسدود وغيرها.
كما سيستمتع الأطفال المشاركون في المخيم بلحظات ترفيه واستجمام، ويشاركون في المسابقات الفنية والرياضية، ويقومون بزيارات التعارف والتبادل مع أقرانهم من الأطفال المغاربة المشاركين في المخيمات الصيفية المقامة، في هذه الفترة، بالغابة الدبلوماسية بطنجة.
ويندرج برنامج التخييم الذي ترعاه وكالة بيت مال القدس الشريف ضمن الأنشطة الاجتماعية والتربوية لـ “نادي أطفال من أجل القدس” التابع للوكالة، ويشتمل على تنظيم 11 مخيما في القدس، انطلقت منذ فاتح يوليوز الماضي لفائدة ثلاثة آلاف من أطفال المدينة المقدسة، كما يضم دورات التخييم في المغرب، الذي توضع لها شروط خاصة للاستفادة، حسب معايير الاستحقاق المعتمدة، بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم في القدس، وتحت إشراف مكتب تنسيق برامج ومشاريع الوكالة في القدس.