فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
“مالكة الفاسية، المرأة الوحيدة الموقعة على وثيقة الاستقلال، اسم خالد للحركة النسوية الوطنية المغربية، هو اسم ظل مرتبط دائما بمجابهة الاستعمار الفرنسي في المغرب من موقع القرار رفقة ثلة من المغربيات والمغاربة، ليواصل مسيرة محاربة الجهل والعقليات الرجعية، والنضال من أجل تحرير المرأة المغربية في حواضر وقرى المملكة”.
تلك بعض خلاصات هذا الكتاب، الذي يتعلق بمذكرات مالكة الفاسية عن الفترة من 1926 الى 1955، وهو عبارة عن دراسة/ تحقيق وترجمة لهذه المذكرات التي تنشر لأول مرة، من إنجاز الأستاذة بهية الفاسي الفهري.
ويتكون هذا المؤلف من جزأين، الأول هو ترجمة من العربية إلى الفرنسية لمخطوط للامالكة، والثاني ترجمة لتسجيلين صوتيين أجرت فيهما الدكتورة رقية الفاسي (ابنتها) حوارا مع والدتها.
وتجدر الإشارة إلى أن الأستاذة قمر العبدلاوي معن هي من تكلف بنسخ المخطوط والتسجيلات الصوتية عبر برنامج Word. كما أنها قامت بدورها بدراسة و تحقيق لمذكرات للا مالكة الفاسية باللغة العربية ، اللغة الأصلية للمخطوط والتسجيلات الصوتية.
من جهة أخرى، تدور أحداث مذكرات للا مالكة في الفترة الفاصلة بين سنة 1926 إلى 1955، و بذلك تكون شهادة ثاقبة وصادقة لمرحلة حاسمة في تاريخ المغرب، وهي الاستعمار الفرنسي (والإسباني) للبلاد. كما أنها تبرز المشاركة القوية والفعالة والحاسمة للمرأة المغربية في النضال من أجل الاستقلال، إلى جانب شقيقها الرجل.
كما تشكل مذكرات للا مالكة وثيقة تاريخية وإثنوغرافية ثمينة حيث تعطي نظرة مميزة على المغرب قديما.
باختصار، إن للا مالكة الفاسية ببلاغتها و أسلوبها الشفاف و السلس، قد تركت لنا كنزا ثمينا يجعلنا نعيد اكتشاف صفحة مهمة من تاريخ بلادنا المغرب بسهولة و استمتاع، كما يذكرنا أنه يجب الحفاض بكل فخر بهويتنا و قيمنا الإنسانية لمواصلة المضي قدما و التخلص من قيود الجهل.