بالأرقام: الحصيلة السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني برسم سنة 2024
لندن – اعتبرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية ذائعة الصيت، أن استجابة السلطات المغربية على إثر الزلزال الذي ضرب عددا من مناطق المملكة، كانت “فعالة على نحو عقلاني”.
وخلافا لبعض “التعليقات السطحية” التي أوردتها بعض وسائل الإعلام، كان كاتب المقال، بيتر بومونت، المتخصص في تغطية الكوارث الطبيعية، شاهدا على التعبئة والسرعة التي أبانت عنها السلطات المغربية.
وأوضح بيتر بومونت أنه ” في ظرف 48 ساعة تقريبا، أعاد المغرب الفتح الجزئي لإحدى الطرق الرئيسية المؤدية إلى قلب المنطقة المتضررة جراء الزلزال، ما مكن من شق ممر يتيح إيصال المساعدات إلى الأشخاص الأكثر تضررا”، مضيفا أن المروحيات العسكرية التابعة للقوات المسلحة الملكية نفذت طلعات متواصلة على مدى عدة أيام، بينما عمت موجة ضخمة من التضامن جميع أرجاء البلاد.
وبالنسبة لـ “ذا غارديان”، فإن المشاكل التي تم مواجهتها تجد تفسيرها في طبيعة الكارثة بحد ذاتها، والتي طالت ساكنة متفرقة على نطاق واسع في مئات القرى المنتشرة على تضاريس جبلية وعرة.
واعتبر أن “بعض الانتقادات (…) تنم عن عقدة المنقذ الأبيض، الفكرة السائدة التي تفيد بأن الدول الغربية هي الوحيدة القادرة على تقديم المساعدة في زمن الكوارث والحاجة”.
وفي الحقيقة -تقول الصحيفة – فإن أحد المبادئ الأولى للمساعدات الإنسانية هو فكرة “السيادة في اتخاذ القرار”.
وأوضحت “ذا غارديان”: “إذا كان من الطبيعي أن تقترح بلدان أجنبية تقديم مساعدتها، فإن الأمر يتعلق أيضا بشرف وليس بحق في تلقي الدعوة من أجل المساعدة، فالمغاربة بحكم موقعهم هم الأجدر بتحديد ما هو مطلوب. يوجد هناك كذلك مبدأ ثان: أولئك الذين يقدمون ويبعثون بالمساعدة عليهم أن يتأكدوا من أن جهودهم تساهم على نحو فعلي في جهود الإغاثة، دون استنزاف وتبديد موارد قيمة”.
وتابعت الصحيفة أن “كون بعض البلدان، بسبب ثرواتها، سياساتها أو مظاهر تفوقها التكنولوجي، مجهزة بشكل أفضل للاستجابة لحالات الطوارئ، يبدو أمرا سخيفا ومطبوعا بالتعجرف”.
وقالت “ذا غارديان”: “بينما تم على نحو سريع فتح قنوات للمساعدة، فإن السؤال الملح هو كيفية مساعدة المغرب في إعادة بناء المجتمعات المدمرة على المدى البعيد”، لافتة إلى أن هذا الأمر سيتطلب التزاما جديا من قبل شركاء المغرب الدوليين.