حضور مكثف للجالية المغربية بـــ “دوسلدورف” لمعرض العمران “اكسبو”

في إطار الرعاية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للجالية المغربية بالخارج، وطبقا لمنطوق الفصل 16 من الدستور، “تعمل المملكة المغربية على حماية الحقوق والمصالح المشروعة للمواطنات والمواطنين المغاربة المقيمين في الخارج، في إطار احترام القانون الدولي والقوانين الجاري بها العمل في بلدان الاستقبال. كما تحرص على الحفاظ على الوشائج الإنسانية معهم، ولاسيما الثقافية منها، وتعمل على تنميتها وصيانة هويتهم الوطنية. تسهر الدولة على تقوية مساهمتهم في تنمية وطنهم المغرب، وكذا على تمتين أواصر الصداقة والتعاون مع حكومات ومجتمعات البلدان المقيمين بها أو التي يعتبرون من مواطنيها”.وتشكل الجالية المغربية المقيمة بالخارج جزء لا يتجزأ من الوطن، كما تساهم الجالية في التنمية الوطنية، حيث تشكل التحويلات منبع رزق أساسي خاصة في المناطق القروية ومصدر من الدرجة الأولى للعملة الصعبة والاستثمار. كما يشكل موضوع الجالية،  اهتمام الفاعلين المؤسساتيين والسلطات والقطاع الخاص في المغرب لتعزيز دور مغاربة العالم في تنمية بلادهم الأم وجعلهم في قلب استراتيجيات وأطر مؤسسية متنوّعة، الهدف منها تعبئة موارد ومهارات مغاربة العالم، ولا سيما المالية منها والتكنولوجية.
مغاربة دوسلدورف في قلب الحدث
في هذا السياق، وفي إطار تعزيز سياسة القرب وتقديم خدمات تليق بأفراد الجالية المغربية بالخارج خصوصا في ما يتعلق بالسكن والاستثمار في العقار، احتضنت مدينة دوسلدورف، في الفترة ما بين 4 و 6 اكتوبر 2024. معرض العمران اكسبو مغاربة العالم.التظاهرة عرفت إقبالا كبيرا لأفراد الجالية المغربية بألمانيا، خصوصا الشباب الذين تفاعلوا مع مداخلات أطر الشركة وعلى رأسهم ياسر نظيف، المدير العام الذي قدم فرص الاستثمار المتاحة لهذه المجموعة العمومية من خلال مقاربة تعتمد القرب. وتميز اللقاء، بتقديم مجموعة من المداخلات التي تناولت سبل الاستثمار والمساطر القانونية والتشريعية التي تنظم المجال، كما تناولت الاكراهات التي تقف في وجه الاستثمار داخل المغرب. هذه الأسئلة المشروعة وجدت صدى طيب من قبل اللجنة المنظمة، وتجاوبا كبيرا وتوضيحات تهم مسألة الدعم الذي تقدمه الحكومة من أجل اقتناء الشقق. وذلك تنفيذا للتعليمات الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يولي عناية فائقة لمغاربة العالم.كما تفضل ياسر نظيف، المدير العام، بتقديم شروحات مفصلة عن عمليات البيع والشراء التي تتم في إطار من الشفافية مع تقديم منتوج يتماشى مع معايير الجودة المتعارف عليها.ولفت إلى أن الجالية المغربية قوة ناعمة، لا تقدر بثمن، وضرورية لتعزيز الدبلوماسية المغربية وتحقيق التنمية الاقتصادية للمغرب، وتقوية النقاش العمومي بشأنهم في أفق تفعيل توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس من طرف مختلف الفاعلين. 

حضور مختلف الفعاليات ومن ضمنها الشباب
كما تميز اللقاء، بحضور مهم لفئة الشباب الذين يمثلون الجيل الجديد، الذين عبروا عن استحسانهم للأجواء التي سادت فعاليات هذه التظاهرة، خصوصا وأن أغلبيتهم يريد الاستثمار في المدن الساحلية لشمال المملكة.
دور القنصلية في مسار الاندماج والانفتاح على الاستثمار بالمغرب
تأتي هذا المعرض، في سياق خطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي شدد فيه على ضرورة تعزيز العلاقة بين مغاربة العالم وبلدهم الأصلي عبر مواكبة الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج ودعم مبادراتهم ومشاريعهم، وكذا تحفيز الشباب وحاملي المشاريع من المغاربة المقيمين بالخارج، على الاستفادة من الفرص المتعددة للاستثمار التي يتيحها بلدهم الأم.وأعطى حضور وفد قنصلية المملكة المغربية ب “دوسلدورف” والمتكون من بثينة بوعبيد، القنصل العام، شحنة كبيرة للحضور، والتي تفيد أن مصالح القنصلية تروم تجويد الخدمات القنصلية والإدارية، والاستماع إلى انشغالات أفراد الجالية وتلقي آرائهم واقتراحاتهم والإجابة عن تساؤلاتهم بخصوص مختلف القضايا التي تهم أفراد الجالية المغربية بالدائرة القنصلية.وتبادلت بثينة بوعبيد، أطراف الحديث مع العديد من الزوار من أبناء الجالية وكذلك مع الأطر التجارية لشركة العمران، خلال تجولها لساعات بين أروقة المعرض، رفقة عبد المجيد رياض المسؤول عن المصلحة الاجتماعية واحمد الرشاشي، موظف بالقنصلية. إضافة إلى عبد العزيز الشامي مدير الشعبي بنك ورشيد الودغيري وجمال الشطاري اللذين يمثلان الأطر البنكية، و محمد بومدين،  المستثمر المغربي الذي يمثل لجنة الشباب بدوسلدورف. 
دور المجلس الفيدرالي المغربي الألماني بألمانيا في تقديم الدعم
في إطار الدبلوماسية الموازية، التي تقوم بها العديد من فعاليات المجتمع المدني بالخارج، نجد حيوية ونشاط المجلس الفيدرالي المغربي الألماني في شخص رئيسه علي السعماري، الذي يعمل جنبا إلى جنب مع مكونات المجلس و السلطات المغربية بألمانيا،عبر الية التنسيق والشراكة والتعاون من اجل المساهمة في تنزيل مقاربة سياسة القرب لفائدة الجالية المغربية بالمهجر. و في هذا السياق، قدم علي السعماري، رئيس المجلس، دعما كبيرا للشركة المنظمة من خلال توفير كل أشكال المساعدة اللوجيستيكية وعلى رأسهم، امحمد الشدادي. كما قام بالتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني لمغاربة ألمانيا ودعوتهم لحضور هذا المعرض، خصوصا الدكتورة غزلان ازروال ومحمد القدوري رئيس اللجنة الثقافية والدينية بالمجلس واحمد بوجيدة أستاذ ورئيس مسجد السنة ب “دورتموند”. وحميد اسعاد، أستاذ في المدرسة الشاملة بمدينة “اسن”.و ثمنت الفعاليات الحاضرة كل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء المغربي بألمانيا الذي يروم تحقيق الشراكة التنموية لفائدة الجالية المقيمة بالخارج.

Read Previous

برلين تجدد التأكيد على الأهمية الكبرى التي توليها للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب

Read Next

البرلمان الأوروبي يرفض إدراج قرار المحكمة الأوروبية في جدول أعماله