سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
زواج مقاتل وممرضة
خرج حي سيف الدولة في حلب عن روتين الاشتباكات اليومية بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المناهضين للنظام ليحتفل بزفاف “ثوري” بين الثائر “أبو خالد القناص” الذي يقاتل إلى جانب المعارضة، و”حنان” الممرضة التي عالجته.
ويقول “أبو خالد” لوكالة “فرانس برس” أنه وقع في حب “حنان” من النظرة الأولى بعدما أصيب في ساقه، ويوضح المقاتل: “رأيتها في المركز الطبي في مدرسة القنيطرة، عندما أصبت قامت بتنظيف جروحي يوما بعد يوم وكانت فرصة لي كي اتعرف عليها أكثر وأقع في غرامها أكثر”.
من جهتها، تروي “حنان” (23 عاما) بابتسامة خجولة يحمر معها وجهها المحمر أصلا بفعل الماكياج بداية علاقتها مع “أبو خالد”، وتقول “عندما التقينا حدث شيء ما”، وتحظى “حنان” التي اختارت لحفل زفافها أن تضع حجابا أبيض على رأسها يعلو قميص الممرضة الأبيض بدعم “أبو خالد” منذ أن قتل شقيقها في النزاع الدامي المستمر في سورية منذ منتصف مارس 2011. وتوضح وهي تجلس بقرب “أبو خالد” الذي اختار أن يرتدي سترة عسكرية تملأها الجيوب “عندما توفي شقيقي أصبح حبنا أقوى، إضافة الى ذلك، أبوخالد ثائر”، وجلس العريسان، كما تنص التقاليد على كنبة كبيرة وعلق خلفهما علم كبير للمعارضة.
وفيما كان مقاتلون يعلقون لافتات كتب عليها “نحن نحب الحياة”، قام أبوخالد وحنان بقطع قالب حلوى من الشوكولاته.
ثم ألقى قائد في الجيش السوري الحر وقد التفت حوله مجموعة من العسكريين المنشقين والمدنيين الذين حملوا السلاح لمقاتلة نظام الرئيس بشار الأسد، خطابا تبعه تبادل الخاتمين بين العروسين، وأقيم حفل الزفاف بعد ذلك في الخارج حيث افترشت الفواكه مجموعة من الطاولات.
وأوقفت الحرب الصناعات التي تملكها الدولة في مناطق الثوار، وأدى نقص الوقود إلى كبح الزراعة فيما حرم النزوح الكثيف السوق المحلية من عدد كبير من المستهلكين، وأهالي حلب الذين لم يفروا من المدينة وغالبيتهم من الرجال الذين بقوا لحراسة أملاكهم او عائلات ليس لديها أي مكان آخر تلجأ إليه، يتهمون الرئيس السوري بشار الأسد بالسعي إلى تجويعهم، وأصبحت المخابز هدفا للدبابات وللغارات الجوية في الأسابيع الماضية.
وبالنسبة للسكان فان الرسالة واضحة: هؤلاء الذين بقوا في حلب يدعمون عناصر الجيش السوري الحر ويعرضون أنفسهم للموت حتى عند قيامهم بشراء خبزهم اليومي.
ويقول احد المشاركين في حفل الزفاف وهو يلوح برشاش كلاشنيكوف “لا أحد يستطيع إيقاف الحياة، لا احد يستطيع إيقاف الشعب”.
وعلى بعد شوارع معدودة من موقع الزفاف بين أعمدة الدخان المتصاعدة من بين ركام الأبنية المهدمة، كان القتال لا يزال دائرا بين مقاتلين مناهضين للنظام مدججين بالرشاشات والقذائف الصاروخية، والقوات النظامية، في الحرب المفتوحة في حلب.
أكورا بريس / وكالات