بالصور: تفاصيل احتفاء أسرة الأمن الوطني بأبنائها المتفوقين دراسيا ورياضيا وفنيا
قضية محاولة اغتيال عمر الحدوشي، أحد شيوخ السلفية الجهادية التي كان فَجَّرَهَا في الإعلام نهاية شهر مارس الماضي، خَرَجَت مؤخرا من أعمدة الصحافة لتدخل فصلا جديدا مع فتح البحث من طرف الشرطة بتطوان.
فبعد بضعة أيام من كشف الشيخ عن محاولة اغتياله دون اتهام أية جهة بعينها وإحجامه عن تقديم شكاية في الموضوع للجهات المختصة، أصدَرَت النيابة العامة بتطوان تعليماتها للفرقة الوطنية للشرطة القضائية للتحقيق في هذه الواقعة الخطيرة لتسليط الضوء على ملابساتها، فتم الاستماع إلى كل من الشيخ عمر الحدوشي وصديقه الحسن أعكوك، الذي كان يرافقه على متن السيارة التي سبق للشيخ أن ذكر استهدافها من طرف من حاول اغتياله.
فحسب مصدر مقرب من الملف، يحيل البحث في قضية الشيخ ورفيقه على عدة مناطق للظل تضفي على رواية كل منهما لملابسات النازلة صفة التناقض، بالنظر إلى تواجدهما معا في نفس الوقت والمكان أثناء حدوث تلك الواقعة التي كشف عنها الحدوشي، وإلى التحريات التي أجرتها المصالح الشرطية لمعرفة حقيقة ما وقع.
أولا، أكد شهود عيان أن عمر الحدوشي والحسن أعكوك ذهبا معا إلى مدينة طنجة على متن سيارة هذا الأخير (مرسيدس 190) المرقمة بهولندا، عشرة أيام قبل التاريخ الذي صرحا به، أي يوم الثلاثاء 13 مارس 2012 وليس يوم السبت 24 من نفس الشهر.
و في حين أن الشيخ أكد على أنه ذهب إلى طنجة يوم السبت 24 مارس، وأن ما وقع قد كان في مدخل المدينة، فإن البحث حسب مصادر متطابقة أثبت أنه لم يذهب هناك إلا في اليوم الموالي، أي يوم الأحد 25 مارس، رفقة صديق آخر (س.غ) على متن سيارة هذا الأخير من نوع “مرسيدس” مرقمة بإسبانيا، بعد أن أدى صلاة العصر بمسجد “أبو عبيدة ابن الجراح” بمدينة تطوان.
أفضى البحث إلى أن الشيخ الحدوشي صلى صلاتي العصر والمغرب يوم السبت 24 مارس بمسجد “بوسافو” بمدينة تطوان، وكان قد بدأ الترويج لما سماه محاولة اغتياله يوم الجمعة 23 مارس، أي يوما كاملا قبل ما صرح بأنه قد حدث.
وجاء في البحث مع الحسن أعكوك أنه أخبر الشيخ الحدوشي بما وقع يوم الأحد 25 مارس، في نفس اليوم بعدما زار الشيخ في منزله بعد الثانية عشر زوالا. إلا أن شيخنا صرح أن صديقه قام بإخباره بذلك هاتفيا.
كما وقف المحققون على تناقض بخصوص مكان واقعة اليوم الموالي (الأحد 25 مارس)، إذ أن الحسن أعكوك أكد أنها جرت على مستوى مفترق الطرق “ماندي” على طريق “الملاّليين” المؤدية إلى المضيق، في حين أن الشيخ الحدوشي أخبر أنها حدثت قُبالة الملحقة الإدارية الرابعة بحي “الطوابل” بتطوان، مع العلم أن المسافة بين المكانين تناهز ثمانية كيلومترات.
أكد أعكوك أنه زار الحدوشي في بيته يوم الأحد 25 مارس بعد الثانية عشر ظهرا، في الوقت الذي أثبت البحث أنه وقتها كان في الطائرة لمغادرة التراب الوطني على الواحدة زولا في نفس اليوم عبر مطار “ابن بطوطة” بطنجة.
مناطق الظل والتناقضات التي وقف عليها المحققون تطرح أكثر من سؤال حول حقيقة محاولة القتل التي تعرض لها الشيخ ورفيقه.
أكورا بريس