سعيد عبادي مخرج مسرحية “باقا بلاصة”
لتأسيس مسرح نقدي يحاول تصحيح مسار المجتمع، يتناول العرض المسرحي “باقا بلاصة” لفرقة “دراما كوم”، تشخيصا لحالات اجتماعية مؤثرة، من خلال سائق نقل سري، يدعى المختار، الذي يفر بسيارته تاركا في الخلاء شخصيات متناقضة ومتنافرة، بدءا بـ “فضيلة” وهي شابة في مقتبل العمر أم عازبة خادمة بيوت تعرضت للاغتصاب من طرف مشغلها، وهي من أرغمت الجميع على النزول وسط الطريق في الخلاء لقضاء حاجتها البيولوجية، ما سيسفر عن هروب السائق الذي طلب من الركاب دفع السيارة لإعادة تشغيل محركها المتهالك، ومن خلال هروب السائق وتوقف الرحلة في مكان موحش، يتعرف المتلقي على باقي الشخصيات التي تتنوع تنوعا غريبا، يظهر جليا من خلال شخصية “سعد” المتشرد العدواني الذي يتسم بخفة الروح وشاعرية تتناقض مع هيئته ونفسيته العدوانية، و”مي اهنية” المرأة التي تتسم بالحكمة، لكن حكمتها تتعارض مع مهنتها التي هي بيع المواد المهربة، و”وحيد ” الشاب الذي ينتمي لأسرة غنية، ويشكو من نقص في الحنان الأسري الذي أجج لديه أزمة نفسية جعلته لقمة صائغة للصوص الأنترنت، إضافة إلى “غزلان” المومس المثقفة التي ترعرعت في كنف أسرة متوسطة، تتعارض ثقافتها مع احترافها للدعارة، أوصلها حيث تقع أحداث المسرحية شابان في مثل عمرها وفرا على متن سيارة.
مسرحية ” باقا بلاصة “، استعان من خلالها صاحب الفكرة والمخرج سعيد عبادي بالاحتفالية في بداية المسرحية، لتقديم الشخصيات للجمهور، ضمن أغنية تعطي لكل شخصية فرصة، لتقديم نبذة عن أبعادها النفسية والاجتماعية، قصد إشراك الجمهور، منذ البداية، في التعرف على طبيعة الشخوص، التي ستقدم العمل المسرحي، قبل الخوض في أحداث المسرحية المتوالية.
وبتوالي الفصول، تتم إعادة تركيب أحداث المسرحية داخل الركح، ليندمج الجميع وتذوب الفوارق الاجتماعية، بدافع مساعدة الأم العازبة على وضع جنينها بالخلاء، والبحث عن حل للعقدة الذي لن يكون سوى التضامن لتحقيق الأهداف النبيلة… والخروج من الأزمة.
مسرحية “باقا بلاصة” تأليف الأستاذ عزيز دياب، المعالجة الدرامية الكاتب رشيد صفـر، تشخيص عبد الرحمن أوبحم، أمينة دخيل، كريمة أوالحوس، فاطمة فضيل، فيصل زكلاط، ومراد قردالي، غناء : أمال المعيزي، أمال مستعيد، بمشاركة متميزة للفنان مصطفى مشفوع، والسينوغرافيا للفنان المبدع محمد عبادي، المؤتراث الصوتية أمينة العبادي والماكياج دنيا العرصي. ومن توقيع المخرج سعيد عبادي المدير الفني لفرقة دراماكوم.