ذكرت مصادر صحفية تونسية أن المدير العام لأمن الرئيس التونسي المخلوع “علي السرياطي” فجر مفاجأة من العيار الثقيل، بعد أن كشف على أنه هو من كان وراء انتقال السلطة يوم 14 يناير 2011 من “زين العابدين بن علي” إلى “محمد الغنوشي” آخر رئيس حكومة في عهد بن علي والذي شغل منصب رئيس للجمهورية لأقل من 24 ساعة.
وحسب ما تداولته وسائل الإعلام التونسية فإن “السرياطي” صرح خلال جلسة محاكمته يوم الأربعاء 21 مارس الجاري، أنه كان وراء نقل السلطة إلى الغنوشي بعد أن أسدى تعليماته من مطار العوينة (وهو المطار الذي أقلعت منه طائرة بن علي وحطت في السعودية) للضابط بالأمن الرئاسي “سامي سيك سالم” المسؤول عن أمن الرئيس الحالي المنصف المرزوقي، لتفعيل الفصل 56 من الدستور والذي ينص على تولّي الوزير الأول رئاسة الجمهورية بالنيابة في حالة تسجيل شغور في منصب الرئيس.
وأفادت نفس المصادر أن “السرياطي” فجر هذه المفاجأة قائلا: “لقد أغلقت الباب أمام رضى قريرة (آخر وزير للدفاع في عهد بن علي) ومن معه من الذين كانوا ينوون الاستيلاء على الحكم وإبقاء السلطة لدى السواحلية (نسبة إلى الساحل التونسي حيث توجد مدينة سوسة مسقط الرئيس المخلوع)”، كما نفى أن تكون للجنرال “رشيد عمار” رغبة في الانقلاب على السلطة يومها.
وذكرت مختلف وسائل الإعلام التونسية أن هذه “الحقائق” التي كشف عنها “علي السرياطي” تأتي لتؤكد التصريحات التي أدلى بها في أكثر من مناسبة “أكرم عازوري” محامي زين العابدين بن علي، والتي أكد فيها أن موكله “لم يهرب من تونس كما تردد في السابق، وإن مغادرته البلاد جاءت نتيجة خديعة من مسؤول أمنه الخاص، ولم يكن راغبا في ترك بلده وشعبه على الإطلاق، وما حصل أن المدير العام لأمن الرئيس الجنرال “علي السرياطي” أبلغه أن أجهزة استخبارات صديقة كشفت مؤامرة لاغتياله، ورجاه بأن يغادر البلاد لبضع ساعات لوضع فيها زوجته وولده في مكان آمن، بما يتيح لأجهزة الدولة القبض على مدبري أمر الاغتيال ثم يعود بعدها”.
يذكر أن “السرياطي” تم اعتقاله في منطقة العوينة من قبل فرقة طلائع الحرس التونسي عقب الثورة التونسية، واتهمته السلطات في بيان لها بـ”التآمر على أمن الدولة الداخلي وارتكاب الاعتداء المقصود منه حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح وإثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي”، وذكر البيان أن ميليشيات تابعة للسرياطي، عملت على إثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي لغاية التآمر على أمن الدولة الداخلي، خلال الفترة التي تلت سقوط نظام بن علي.
أكورا بريس / خديجة بـــراق