يعتبر الفنان محمد الأشرقي من أبرز الفنانين المغاربة الذين استطاعوا أن يمزجوا بين الطرب الأصيل والتلحين والعزف على العود، فمشى في دربه بكل ثبات وثقة نحو تحقيق طموحه الموسيقي.
موسيقاه تنبع من القلب والفكر فهو يحكي بعوده جملا موسيقية نابعة من تراثه الأصيل، له علاقة حميمية بالعود، لأنه لا يجد مخاطبا يجيد التفاهم والتجاوب معه أكثر من هذه الآلة السحرية “آلة الحكماء” كما يسمونها.
ويتميز هذا الفنان في تعامله مع آلة العود بالبحث الدائم عن أساليب جديدة لتطوير قدراته في التعامل مع هذه الآلة السحرية.
في حواره مع “أكورا” يقربنا المطرب وعازف العود “محمد الأشرقي” أكثر من مساره الفني.
– ماهي المحطات العامة في حياة الفنان محمد الأشرقي، والتي كانت لها الدور الأساسي في تكوين شخصيته الموسيقية؟
أهلا وسهلا.. بالنسبة لأهم المحطات الفنية فإنها انطلقت بالدراسة الموسيقية بالمعهد الموسيقي بمدينة طنجة، حيث تتلمذت على أعلام الطرب الأندلسي بالمدينة أمثال الشيخ أحمد الزيتوني وامحمد العمراني ومصطفى التسولي وسي محمد البراق، هؤلاء جميعهم أفادونا في بداية الطريق لأنهم من أمهر العازفين ومن أكثر المشتغلين بالطرب الأندلسي حفظا لصنائعه …والمحطة الموالية كانت بممارسة العزف في مجموعة من الأجواق بنفس المدينة ..وبعد ذلك تعرفت على أستاذي المرحوم عبد النبي الجراري حيث شاركت في برنامجه مواهب عدة مرات حتى صرت من أطره وعضوا في لجنة التحكيم للبرنامج …والمحطة الموالية اتسمت بالإنتاج والتلحين حيث ألفت عدة معزوفات على العود وعدة قصائد أديت بعضها والبعض الآخر أسندته لأصوات أخرى.
– كيف كانت بداية رحلتك مع أنغام العود؟
البداية مع آلة العود كانت بداية حميمية جدا لأنها هي الآلة الأولى التي ارتميت في أحضانها ووجدت أنها القادرة على التعبير الموسيقي لكل التعبيرات التي تجول بخاطري …والذي حببني في هذه الآلة إعجابي ببعض المشتغلين عليها ببلادنا وبالعالم العربي، كذلك أذكر منهم الأستاذ المرحوم أحمد البيضاوي و عبد الرحيم السقاط واحميدو الشافعي والعازف العراقي منير بشير وسلمان شكر والموسيقار رياض السنباطي وغيرهم …
– نعلم أن الضرب على آلة العود ليس بالشيء السهل، إذن فما عساك أن تقول عن احتراف العزف على آلة العود؟
معك حق ليس من السهل التمكن من العزف على آلة العود، لكنني أجزم أن هذه الآلة إذا أحببتها واحترمتها وتعايشت معها بصدق أعطتك كل شيء …التكوين الأكاديمي ضروري لكن في اعتقادي إذا لم يكن الجانب الروحي والحسي والوجداني حاضرا بقوة فإن هذه الآلة السحرية لن تطاوعك أبدا وسيكون العزف جافا لا روح فيه ….وأنا وكما أكدت ذلك في عدة لقاءات أعتبر العود ملاذي في زمن الرداءة حيث أكون صادقا معه إلى ابعد الحدود.
– ماهي حدود إمكانية آلة العود؟ وهل تجيد العزف على غيرها؟
آلة العود حدودها غير محدودة فهي من الآلات الاركيسترالية وبمقدورها أداء كل التعبيرات الموسيقيية، لذلك ترى عازف العود يمكنه إحياء حفل بمفرده …لا إنني لا أجيد العزف على آلات أخرى لأنني أؤمن بأهمية التخصص.
ألفت معزوفة بعنوان “حلم الشاعر” وهي مستوحاة من ديوان ابي القاسم الشابي، ومعزوفة “أنثى البهاء” من ديوان الشاعر المغربي محمد الشيكي، هذا يعني أنك متوجها دائما نحو الطرب الأصيل، ألا ترى أن الجمهور المغربي والعربي لم مهتما بمثل هذا الطرب بقدر ما هو أصبح مهتما بالإيقاعات الصاخبة؟
استوحيت أغلب معزوفاتي من دواوين شعرية لارتباطي الشديد بالشعراء وعالم القوافي، حيث رافقت عددا من الشعراء في أمسياتهم كما أنني شاركت في أمسية مع الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم وابنته زينب …وأؤكد أن هذا الفن الراقي لا زال له جمهور عريض عكس ما يدعي البعض …فالطرب سيظل خالدا وذلك بوجود الجمهور الذواق والشغوف بالإبداع الراقي.
– هل لديك مقام مفضل تردده بمعزوفاتك؟ ولماذا؟
كل المقامات جميلة لكن الأقرب لنفسي هو نهاوند، نظرا لرقته وعذوبته.
– أين تجد نفسك ناجحا أكثر، هل كملحن، أم كمطرب، أم كعازف عود؟
أجد نفسي ناجحا كملحن وكعازف حسب رأي أغلب من اطلعوا على تجربتي المتواضعة.
– ماهي مشاريعك المستقبلية في المجال الفني؟
المشاريع المستقبلية كثيرة، منها إخراج الألبوم الثالث للوجود بعنوان “ربيع الحب” ثم لقاءات كثيرة في الإنتظار مع الجمهور خلال الشهور القادمة.
أكورا بريس/ حوار..سمية العسيلي