اختتمت، أمس الأحد 04 مارس الجاري، بمدينة أكادير أشغال الملتقى الإقليمي للشعوب المغاربية، بجلسة نقاش تناولت من خلالها رئيسة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، “نجيبة الحمروني” عملية التأخر التي عرفتها عملية البناء المغاربي، مشيرة إلى أن الوقت حان لإعطاء الانطلاقة من أجل تحقيق هدف الشعوب المغاربية التواقة إلى هذا التكتل.
وربطت “الحمروني” ما حدث من خلال الثورة التونسية من نجاح فرضته إرادة الشعب، وهو الشيء الذي يجب أن نسقطه على عملية البناء المغاربي حتى لا ننتظر السياسيين يقررون مصير شعوب هذه المنطقة، وطالبت من جهتها بضرورة الاستفادة من الأخطاء السابقة ووضع اليد على كل العوائق التي حالت دون بناء هذا الصرح المغاربي، وأشارت إلى أن التجارب السابقة لم تضع استراتيجيات إعلامية ترافق الطرح السياسي والطرح الاقتصادي كما شددت على أهمية المجتمع المدني في مسايرة عملية البناء.
وتناول الدكتور صالح ولد حننا، رئيس حزب الاتحاد والتغيير حاتم الموريتاني، موضوع الإصلاحات السياسية في موريتانيا وأثرها على مستقبل الاتحاد المغاربي، حيث اعتبر أن الاتحاد المغاربي يشكل حقيقة تاريخية ويجسد رغبة شعبية، وطالب أن تضع البلدان المغاربية التي تبنت الإصلاحات السياسية ضمن أولوياتها نجاح بناء الاتحاد المغاربي، مشيرا إلى ضرورة تأسيس عهد جديد من الحوار والتكامل يحتكم إلى رؤية وحدوية نعتصم فيها بحقوق الجار وبروابط الدين والثقافة والتقاليد المشتركة بين بلدان المنطقة.
الجلسة الختامية عرفت تكريم عدة فعاليات سياسية وإعلامية في مقدمتها الوزير السابق محمد اليازغي، الذي تسلم الجائزة بالنيابة عنه “ميلود بلقاضي”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني، كما تم تكريم صالح ولد حننا، رئيس “حزب الاتحاد والتغيير حاتم الموريتاني”، والقيادي في حزب الطليعة لطيب الساسي، و”ميلود بلقاضي” أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني، الحفل عرف كذلك تكريم “نجيبة الحمروني” إضافة إلى “أحمد الفيتوري” رئيس نقابة الصحفيين الليبيين و”سعيد هادف” عضو اتحاد كتاب الجزائر.
وتضمن البيان الختامي الذي صدر عقب أشغال الملتقى، تضامنا مطلقا ولا مشروط مع الثورة السورية، منددة بجرائم نظام الأسد في حق الشعب السوري الشقيق، ثم الـكيد على ضرورة تعميق الإصلاحات السياسية بكل من المغرب والجزائر وموريتانيا بشكل يكفل التأسيس لممارسة ديمقراطية حقيقية وعميقة.
كما خرج المشاركون بالتوصيات التالية:
أولا: على الأحزاب السياسية والنخب المثقفة أن تأخذ المبادرة بشكل أكثر فاعلية لتأطير الشعوب المغاربية وإسهامها في تفعيل المشروع الاندماجي المغاربي.
ثانيا: ضرورة اشتغال فعاليات المجتمع المدني على الترويج لفكرة التعاون والتشارك والتقارب المغاربي- المغاربي من خلال تنظيم ملتقيات مماثلة وتبادل الزيارات والخبرات.
ثالثا : التعجيل بفتح الحدود المغربية الجزائرية كخطوة حتمية وأولى في مسار تعزيز الاتحاد المغاربي.
رابعا: ضرورة تجاوز القضايا الخلافية البينية والتمسك بالقواسم المشتركة وعوامل الوحدة.
خامسا: تكاثف جهود الدول الخمسة المغاربية لمواجهة التحديات الأمنية المحدقة بالمنطقة من خلال التنسيق والتعاون المشترك.
سادسا: ضرورة إيجاد حل سياسي وسلمي وتوافقي بين أطراف النزاع حول الصحراء باعتباره أكبر عائق أمام الاتحاد المغاربي، مع التنويه بالمقترح المغربي القاضي بمنح إقليم الصحراء حكما ذاتيا في إطار الجهوية الموسعة ،كحل مطروح للنقاش والتفاوض يمكنه أن يساهم في التعجيل بعملية الاندماج المغاربي.
سابعا: الدعوة الى تأسيس منظمة مغاربية للعمل على تفعيل الاندماج المغاربي، تتشكل أساسا من الفعاليات المدنية والأكاديمية والإعلامية.
أكـــورا بريس: خديجة بــــراق، موفدة “أكــورا” إلى أكادير