كثر خلال الآونة الأخيرة الحديث عن الوضع المتردي الذي تعيشه المؤسسات التعليمية، فبعد أن كنا نتحدث عن هشاشة البنية التحتية وقلة الموارد البشرية…أصبحت المؤسسات التعليمية مسرحا للعديد من الجرائم والتجاوزات التي حوّلت الثانويات والإعداديات إلى حلبات للصراع وفضاءات للممارسات الجنسية وتناول جميع أنواع المخدرات… كتبنا في موقع”أكورا” قبل أيام كيف تم الهجوم على ثانويات بكل من مراكش وفاس والدار البيضاء من طرف شبان مدججين بالسيوف، وكيف تمكّن هؤلاء من زرع الرعب في صفوف التلاميذ والتلميذات، اللواتي أصبحن طريدة سهلة للباحثين عن اللذة الجنسية، تماما كما وقع بمدينة الرباط، حيث قام شخص باستدراج العديد من التلميذات الحسناوات إلى شقته وتصويرهن في أوضاع مخلة بالحياء وفي أوضاع جنسية شاذة بسيارته كذلك، ثم شرع في ابتزازهن قصد الحصول على المال مهددا إياهن بإرسال التسجيلات إلى عائلاتهن، حسب ما ذكرته يومية “المساء”. غير أن التلميذات لا يكن دائما ضحايا، حيث ثبت في أكثر من مؤسسة تعليمية أن من بينهن من يمارسن الدعارة “بطريقة احترافية” وهو أمر صار في علم “العادي والبادي”، فيما صار بعض التلاميذ يرغبون، عوض التحصيل العلمي، في التحصيل على المال كحالة التلميذ الذي تم اعتقاله، حسب يومية”الصباح”، بمدينة تازة وبحوزته 21 قطعة معجون يروجها بين زملائه، والتلميذ الذي كان يتزعم عصابة بالدار البيضاء تخصصت في السطو على الحافلات وأرهبت مرتادي بعض خطوط الحافلات بالبيضاء.
وأمام تنامي ظاهرة العنف المدرسي، خصّصت يومية “الأحداث المغربية” في عددها الصادر يوم الخميس فاتح مارس صفحة نقلت من خلالها بعض المشاهد”المخزية”، حيث نقرأ في هذه الصفحة عن مدير ثانوية يلكم حارسا عاما بفاس ويدخله في غيبوبة وعن تلميذ يعتدي على مدير مؤسسة بشيشاوة ويرسله إلى المستشفى، وغرباء يهددون التلاميذ بالسلاسل في مراكش، فبعد أن عاشت نفس الثانوية فصول غارة شنها أحد الأشخاص متسلحا بسيف، عاد بعض المنحرفين ليزرعوا الرعب داخل ثانوية سيدي عبد الرحمن التأهيلية، وذلك بعد أن دخلوا إلى فضاء الثانوية بدراجاتهم مدججين بأسلحة بيضاء وسلاسل.
يومية “الصباح”، خصّصت ملحقها التربوي الأسبوعي هذا الخميس لما سمّته “العنف…مأزق التربية”، حيث أكّدت أن المؤسسات التعليمية تتحول تدريجيا إلى ساحات حرب حقيقية بين التلاميذ في ما بينهم أو بينهم وبين هيأة التدريس، قبل أن يتطور الأمر خلال السنوات الأخيرة إلى عنف ما بين الأساتذة والطاقم الإداري والعكس، وفي هذا الإطار، أوردت “الصباح” حوارا أجرته مع الباحث حسن قرنفل، الذي أوصى بإعادة النظر في انتقاء أساتذة قادرين على أداء دورهم التربوي، كما ألقى باللوم على القرقوبي والمخدرات التي تدفع التلاميذ إلى سلوكات شاذة داخل الأقسام، كما يرى حسن قرنفل أنه يجب إعادة الهيبة للمؤسسات التعليمية من خلال فرض الهندام الموحد والالتزام بالقانون الداخلي للمؤسسات والتشدد في تطبيقه…
تلاميذ “مقرقبون” يصولون ويجولون داخل المؤسسات التعليمية يحملون السكين إلى جانب المقرر، حرّاس عامون يتبادلون اللكم مع مدراء، أستاذة تصور نساء عاريات في حمامات شعبية، أستاذ يمارس العادة السرية داخل القسم، تلميذات يحصلن على شهادة الباكالوريا، تخصص ممارسة الدعارة، مراحيض وأقسام تحوّلت إلى فضاءات لممارسة الجنس بشتى أنواعه…هذا هو حال المؤسسات التعليمية بالمغرب، فهل من يسمع صرختها وهل من يتحرك لإنقاذ التلاميذ والتلميذات، لأن الوضع الحالي لا يبشر بخير.
أكورا بريس: ن. ح