كان رشيد نيني يسلم دوريا تقارير إلى عزيزيه الإشهاري حسن بوهمو، تتطرق إلى مواضيع كثيرة لها علاقة بالأمن القومي للمغرب، وبعض الشخصيات العامة.
رشيد نيني كانت يعتقد جازما أن القرارات الخاصة بالأمن القومي للمغرب تُأخذ بناء على تقارير الباعة المتجولين للأخبار، لكن تقاريره كانت تُسلم إلى لجان مشتركة من المصالح المختصة من أجل إخضاعها للتمحيص والتقييم، التي بينت أنها مستقاة من الانترنت، وأن كاتبها الحقيقي ليس سوى مستشار سلطان الإعلام، عبد الله ولد القايد الحتاش.
مستشار سلطان الإعلام لم يكن إلا أفاكا صدقه رشيد نيني، إذ كان يوهمه أن له اتصالات وسط أوساط مؤثرة، وأنه يسافر إلى مناطق معينة في المغرب حتى يقوم بمهماته الخاصة، ولم تكن هذه المهمات تتجاوز اختلاءه بصديقة العمر، من أجل الحصول على إكراميات نيني لصرفها على خليلته.
“بصاحتك أخويا، الطماع ما كيقضي عليه إلا الكذاب”
استمر الكذاب في مهمته، واستمر سلطان الإعلام في تصديق ترهاته، واستمر حسن بوهمو في نقل الأخبار الخاصة بالأمن القومي، وكل مرة تخضع للتمحيص من طرف اللجان المختصة المشتركة، إلى الحد الذي أصبح معه مسلسل الكذاب والمصدق والرقاص مثيرا للسخرية والضحك، لأن نيني نسي أن المغرب دولة، والقرارات السيادية لا تتخذ إلا على أساس ما هو مضبوط من المعطيات، وليس على أساس أخبار الباعة المتجولين، “لكن دابا المسلسل سالا”.