منذ انطلاق عشرين فبراير سعت العدل والإحسان إلى الضرب في الفصل 19 وراهنت على انخراط كل مكونات الصف الديمقراطي لرفض إمارة المؤمنين في الدستور المقبل.
رهان الجماعة سقط في الواد، لأن جميع الأحزاب السياسية، وبدون استثناء، أكدت في وثائقها المرفوعة إلى لجنة مراجعة الدستور أو المعلن عنها في المواقف الرسمية على ضرورة الإبقاء على مؤسسة إمارة المؤمنين، آخر حزب التحق بالوفاق الوطني كان هو حزب الطليعة، الذي حسمت قيادته الوطنية الأمر والتحقت بالوثيقة الدستورية التي هيأتها اللجان المشتركة مع حزبي المؤتمر والاشتراكي الموحد، وبقيت الجماعة نشازًا كما خرجت نشازًا.
الجماعة استغلت ضعف الثقافة الدستورية لدى شبيبة الأحزاب والمستقلين ورفعت في غفلة من الزمن في وقت متزامن، وفي أكثر من مدينة شعار إسقاط إمارة المؤمنين مشفوعا بشعار آخر يتحدث عن القداسة.
المقدس هو الله والمعصومون هم الأنبياء، ولا أحد في المغرب يقول بغير ذلك، ولكل شعب أحباؤه فلم يجبر البروتوكول الملكي يوما شخصا دخل دار المخزن أن يقبل رغما عنه يد كبير الأمة، وإذا كان هناك جاحد فليسأل في المحيط الحكومي والتشريعي….
فعم تبحث العدل والإحسان؟ الجماعة تريد فقط إسقاط إمارة المؤمنين لأنها الحاجز الذي يرهن اكتساح الجماعة للمجال الدعوي في المساجد، إنها المؤسسة التي تحفظ لمؤسسة المسجد قداستها وحرمتها بعيدًا عن إسلام الدروشة والمقدسين لساقط القول والفعل.
وإليهم نتوجه بسؤال لماذا تقبلون أنتم يد آية الله العظمى عبد السلام ياسين؟
وهل عبد السلام ياسين ديمقراطي؟
ارجعوا إلى تسجيلات المرحوم البشيري، فهو من القادة المؤسسين للجماعة الخيرية لتعرفوا ما معنى دلالة عنوانه ـ الذي لن تمحوه جلبة “كتائب الباسدران” ـ “المربي المستبد”؟ ويقصد به عبد السلام ياسين، وتحضر “أكورا” قصة أتمنى أن تنفيها الجماعة تفصل في المقدس والمدنس، إنها قصة فقيه جزائري دجال من الزاوية التاتشية، التابعة للشيخ مسعود مَيِّ الباكستاني، أتى عبد السلام ياسين في صيف 2000 واستقبله في محفل وأكرمه لأنه قدم لآية الله العظمى المغربي شعرة قال كذبا إنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه جلبها من بلاد السند….
واستبشرت الجماعة بالذي اصطفاه رب العالمين بهذا الإكرام وغمس الشيخ الوقور الشعرة في الماء وشرب منها ثم أمر خاصته بأن يجندوا فريقا تكلف ليل نهار بتعبئة قنينات الماء المبارك وطافت القنينات المغرب من أقصاه إلى أقصاه، حيث نظمت الجماعة مراسيم الشرب الجماعي للماء المقدس….. وتضلعوا منه كما يَضلع الحجيج من زمزم….
وبعد أشهر ظهر أن الرجل لم يسلمهم إلا شعر عانته أو إبطه ولا يتذكر أيهما كانت الأكبر حتى تفي بالمطلوب…. ومنه شربوا ومنه ارتووا….
وقد شرب من الماء المدنس كل قادة الجماعة الحاليين وجحافل الجيل الأول والثاني الذين تساقط منهم الكثير خارج الجماعة….
فالمقدس هو الله والمدنس هو عقلية تجتر الأسوأ من الماضي، لا تنتعش إلا عند صغار العقول، لأنها لا تعتمد على العقل في مقاربة الأشياء، بل تعتمد على التجييش العاطفي وسلب إرادة الفرد…..
هذا جزء من التاريخ المدنس، الذي سنفرز له حلقات وحلقات، فالمدنس مدنس لا مستقبل له في بلد مطلوب منه أن يحرر الطاقات ويشجع على تحرر الأفراد والجماعات، وفينك آ براح الجماعة البورنو إسلامي قول هاد القضية في الجزيرة وتعطيك “أكورا” اشتراك عشر سنوات في قنوات اقرأ معكوسة….
أكورا بريس