أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني قصراً ليس كمثله قصر يفتخر به على العرب ويفاخر به أمام الفرس , حيث أن ابن سابور ملك الفرس كان سيقيم بهذا القصر إذ أرسله أبوه إلى الحيرة والتي اشتهرت بطيب هوائها، وذلك لينشأ بين العرب ويتعلم الفروسية, ووقع اختيار النعمان على سنمار لتصميم وبناء هذا القصر. وكان سنمار رجلاً رومياً مبدعاً في البناء فبنى القصر على مرتفع قريب من الحيرة حيث تحيط به البساتين والرياض الخضراء. وعندما انتهى سنمار من بناء القصر وبعد أن أعجب الملك النعمان بجماله ورونقه، دعا هذا الأخير سنمار وصعدا على سطح القصر ، فقال له النعمان: هل هُناك قصر مثل هذا القصر؟ فقال له سنمار"لا" وأخبره انه هناك آجرة لو سُحبت لتهاوى القصر بأكمله، فما كان من النعمان إلى أن أمر الجنود برمي سنمار من السطح ليسقط ميتا جزاء له على هذه التحفة وعلى كشف السر النعمان، وأصبحت عبارة "جزاء سنمار" تطلق على كل من يلقى الإساءة في الجزاء بعد ان قام بعمل جيد.
ولو عدنا إلى ما عاشه الإطار الوطني عزيز العامري مع مسؤولي المغرب التطواني، سنجد أن هذا المثل ينطبق بشكل كبير على هذا المدرب، الذي وإن كان يتحمل المسؤولية في الإقصاء المبكر للمغرب التطواني في كأس العالم للأندية، فإنه أول من أدخل فريق الحمامة البيضاء إلى التاريخ. العامري فاز ببطولتين مع المغرب التطواني، أولاهما تاريخية بما أن المغرب التطواني هو أول من يفوز بالبطولة الوطنية في نسختها الجديدة(الاحترافية). العامري أحدث ثورة كروية داخل تطوان و"أعاد" للفريق جمهوره الذي صار من بين أحسن الجماهير بالمغرب، وجعل هذا الفريق، الذي لم يكن "يخيف" الفرق الوطنية فريقا مهاب الجانب ويضرب له ألف حساب. كل هذه الإنجازات لم تشفع لعزيزالعامري لدى مسؤولي المغرب التطواني، الذين جازوه "جزاء سنمار" وقاموا بفسخ العقد الذي يربطه بالفريق، بل وعوض تقديم الشكر لهذا المدرب، سارع الحاج أبرون، رئيس الفريق، إلى "قصف" العامري معبرا عن ندمه على عدم إقالة العامري قبل بطولة كأس العالم للأندية، وأن الأخير يتحمل لوحده مسؤولية الخروج المبكر من هذه المسابقة.
وبعد أن كان جزاء الإحسان الإساءة، وضع عزيز العامري إدارة المغرب التطواني في موقف حرج بعد أن رفض دعوة مسؤولي الفريق الذين خصصوا له حفلا وداعه يوم 5 يناير، وذلك بعد فسخ عقده، وعزا سبب رفضه دعوة الفريق التطواني إلى المعاملة السيئة التي تعرض لها بعد الخروج المبكر من مونديال الأندية.
وبقلب مفطور، قال العامري "لا معنى لحفل الوداع بعد السب والشتم الذي تعرضت له، وكذا المعاملة السيئة من قبل المسؤولين، أعتقد أني لا أستحق هذا الإجحاف نظير ما قدمت للفريق".
إنها ردّة فعل مقبولة من مدرب لو كان في فريق يحترم نفسه أو في بطولة تعترف بالإنجازات التاريخية، لبقي مدربا فخريا للفريق أو لأطلق اسمه على إحدى المرافق التابعة للفريق، لكن وكما يحبّذ العديد من الأصدقاء التعليق على مثل هذه الأمور فـ"المغرب هوا هادا". ورغم هذه النهاية الحزينة لمسلسل "العامري وتطوان"، إلا أن ابن مدينة سيدي قاسم قد كتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ المغرب التطواني.