نشرت يومية نيويورك تايمز مقالا مطولا تحت عنوان"بلجيكا تواجه خطر الجهاديين من الداخل"، بدأته بالحديث عن البلجيكي المغربي الأصل عبد الحميد أباعود، ابن بقال قادم من المغرب، حيث ذكرت اليومية الأمريكية أن سفر أباعود إلى بلجيكا لم يثر انتباها كثيرا، لكن الجميع عرف من هو عبد الحميد أباعود حين طلب من أخيه البالغ من العمر 13 سنة الالتحاق به للجهاد في سوريا، ثم حين ظهر في شريط فيديو وهو على متن سيارة وسط العديد من الجثث المشوّهة.
وخلال الأيام الأخيرة، تفيد الصحفية الأمريكية، طفا اسم عبد الحميد أباعود على السطح من جديد، حيث يعتقد أنه عاد إلى أوروبا، وتم تداول اسمه كالمبحوث عنه رقم واحد من طرف السلطات البلجيكية، إذ هناك تحقيقات تفيد ضلوعه وراء بعض العمليات الإرهابية التي تم إفشالها بتاريخ 15 يناير الجاري، والتي كانت تستهدف شرق بلجيكا وتسعة منازل بمقاطعة مولنبيك.
وفي وثيقة تم إصدارها شهر أكتوبر الماضي، حذرت الحكومة البلجيكية من "خطر الجهاد الذي يهدد بالتفشي داخل مجتمعنا"، إذ تشير هذه الوثيقة إلى أن 350 مجاهدا قد سافروا إلى سوريا وأن 70 منهم قد عادوا إلى بلجيكا.
صحيفة نيويورك تايمز نقلت أيضا تصريحا لباحث بلجيكي تحدّث عن مغربي آخر يدعى فؤاد بلقاسم، العقل المدير لجماعة "شريعة فور بلجيوم"، التي يقول عنها هذا الباحث، بيتر فان أوستاين، إنها كانت وراء استقطاب المجاهدين للجهاد بسوريا منذ سنة 2010، خصوصا بمنطقة مولنبيك.
وتعود الصحيفة الأمريكية للحديث عن عبد الحميد أباعود وأخيه الصغيرة على لسان أختهما الكبرى ياسمين، التي لا ترتدي الحجاب، والتي قالت إن أخويها لم تكن لهما ميولات دينية كبيرة قبل الذهاب إلى سوريا حيث أنهما لم يكن يذهبان على المسجد، مضيفة أنه العائلة قد تلقت مكالمة هاتفية، قبل شهور، من أحد المجاهدين الذي أخبرهم أن عبد الحميد أباعود قد لقي حتفه خلال إحدى المعارك فيما لا يزال مصير الأخ الصغير، مجهولا، إلى غاية الآن. لكن هذه الرواية لا تتفق مع ما نقلته وسائل الإعلام البلجيكية، التي ذكرت أنه قد تم تعقب عبد الحميد أباعود بتركيا واليونان، وأنه أجرى مكالمات هاتفية مع العديد من الإرهابيين الذين تم توقيفهم الأسبوع الماضي، مستعملا لغة مشفّرة تم تحليلها من طرف المحققين على أن كلامه كان يتضمن تعليمات عن عملية إرهابية. إضافة إلى ذلك، ذكر المحققون البلجيكيون أن أباعود مشتبه به في العملية التي استهدفت مركز شرطة بمولينبيك، مشيرين إلى أنه "العقل المدبر" لهذه العملية التي شارك فيها العديد من العائدين من سوريا، وهو الطرح الذي أكّده مسؤول كبير في مركز الاستخبارات الأمريكية.