فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
وبالفعل، امتدت اليوم خبرات البريد لتشمل البريد اللامادي والخدمات المالية، بل إنه يبرز كضامن أساسي للتصديق على مختلف المبادلات الالكترونية في مختلف المجالات، مساهما بالتالي في بث الثقة لدى جيل جديد من المستهلكين.
وضمن هذه الروح، يتم، غدا الأحد، تخليد اليوم العالمي للبريد، الذي انطلق الاحتفال به منذ 1969 تزامنا مع تاريخ ذكرى ميلاد اتحاد البريد العالمي في 1874.
وأشار المدير العام لاتحاد البريد العالمي، بيشار عبد الرحمان حسين، في رسالة وجهها بهذه المناسبة، إلى أن “ظهور التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال أدى إلى بروز مستهلكين جدد، لا يكتفون بعد فقط بالتسليم المنزلي، بل يرغبون أيضا في خدمات تتوفر متى وأينما احتاجوا إليها، بالموازاة مع وجود طلب حقيقي لخدمات أكثر مرونة وشخصية”.
وأبرز السيد حسين “نحن عازمون على مواصلة توفير خدمات تواصلية جديرة بالثقة، وموثوقة وفي متناول الإدارات والمقاولات وساكنة العالم”، مضيفا أن “البريد مطالب بإصلاح نفسه باستمرار وإحداث منتجات جديدة ليمضي أبعد من مجرد التسليم المنزلي للزبناء”.
ويقوم النشاط البريدي في المغرب بلا شك بدور أساسي في تطوير الإدماج الرقمي وإرساء الثقة الرقمية، عبر الفاعل البريدي الرئيسي، بريد المغرب الذي عمل على تعزيز أنشطته التقليدية عبر توظيف الأنترنت، مع إنشاء بنيات تحتية تستجيب لحاجيات زبنائه سواء من المهنيين أو العموم، من خلال استعمال الشهادات الالكترونية لأغراض تتعلق أساسا بإثبات الهوية.
وأضحى مسار إثبات الهوية ممكنا عبر سلطة الإشهاد “بريد إي-سيني” التي تعد أرضية لإنتاج الشهادات الالكترونية مهمتها إنتاج شهادات لإثبات الهوية وتوقيعات مؤمنة والختم الزمني، تخول للمستعملين توظيف توقيعاتهم في جميع أنواع المبادلات الالكترونية، بنفس القيمة الموثوقة للتوقيعات المكتوبة. وأكثر من ذلك، وقصد المساهمة في تحديث الإدارة وخدمة المواطنين والمقاولات، انخرطت هذه المؤسسة أيضا في عدد من البرامج الإدارية الرقمية، كنظام المقاول الذاتي في إطار الإدماج الاقتصادي وكذا نظام “وثيقة” (الشهادات الإدارية عبر الأنترنت).ومع الثقة المتزايدة للمغاربة في التجارة الالكترونية، صمم بريد المغرب كذلك خدمة أسماها “بريد إيشوب” تتضمن خدمات محل للبيع الالكتروني، والأداء، والتوزيع، والمساعدة.
كما يوفر بريد المغرب للإدارات والجماعات المحلية وباقي المقاولات المغربية عروض إيواء على مراكز معطياته وأرضيته الرقمية المتعددة الفضاءات.
وبمضاعفة مبادراته الرقمية في الخدمات المرتبطة بالبريد، اختار المغرب إصلاح قطاعه البريد للمضي أبعد من مجرد تدبير المراسلات، مقترحا مواكبة المواطنين والمقاولات في الحياة اليومية والمساهمة بالتالي في التنمية السوسيو-اقتصادية للمملكة.
وفي سياق هذه المباردات، تم مؤخرا انتخاب المغرب عضوا في مجلس إدارة اتحاد البريد العالمي خلال المؤتمر ال26 للمنظمة المنعقد مؤخرا في إسطنبول والذي تميز بالخصوص بإطلاق بوابة الطوابع الإفريقية التي يستضيفها بريد المغرب.
ويقوم اتحاد البريد العالمي، والذي يوجد مقره في بيرن (سويسرا)، منذ تأسيسه في 1874 بدور الاستشارة والوساطة والمساعدة التقنية ويحدد قواعد تبادل المراسلات الدولية ويصوغ التوصيات من أجل تحفيز نمو حجم بريد الرسائل والطرود والخدمات المالية وتحسين جودة الخدمة المقدمة للزبناء.
وتخول خدمات البريد على المستوى العالمي، حسب اتحاد البريد العالمي، معالجة وتوزيع 327,4 مليار رسالة و7,4 مليار طرد سنويا، بفضل شبكة عالمية بتكنولوجيا متطورة يؤمن خدماتها أزيد من خمسة ملايين مستخدم.
وتوفر هذه الشبكة العالمية خدمات عمومية أساسية للملايين من الخواص والمقاولات وتمكن قطاع البريد من مواصلة أداء دور أساسي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلدان.