ويكفي أن نعرف ووفقاً لـ Google AdWords، إن 10٪ من عمليات البحث عن كلمة sex على الإنترنت في العالم تعود إلى العالم العربي. يجري العالم العربي حوالي 55.4 مليون عملية بحث عن كلمة “sex” شهريّاً، ما يعادل الولايات المتحدة والهند، اللذين يعدّان من روّاد استهلاك الإباحية في العالم.
وعليه فمن المنطقي أن يتحول منشور لشاب مصري يقرر فيه خوض واحدة من المحرمات الدينية والاجتماعية إلى خبر. غير أن انتشار الحكاية هذه المرة مختلفة قليلا عن الهوس الهائل بنجمة البورنو اللبنانية ميا خليفة. التعاطي المصري-والعربي عموما- مع الجسد الأنثوي ذو معطيات مختلفة، فإذا كان الجسد -عموما- هو “وثيقة” تمارَس عليه سلطة أو عدة سلطات، فالجسد الأنثوي تحديدا خاضع لسلطة أكثر إخضاعا، مع الثقل الذكوري الذي يضبط الجسد ويقيد اختياراته.
عندما خرجت ميا خليفة، بالوشم العربي على جسدها، بدت هذه السلطات تتقوض تحت ثقل صناعة البورنو، والبورنو في المنطقة العربية هو المنتج الأكثر رواجا والأكثر سرية أيضا.
الغضب العربي من وجود ميا خليفة هو الغضب الأبوي الراغب في السيطرة، ولذلك خرجت التبريرات التي تبرئ الهوية من شوائبها الجنسية، ليقول البعض إن ميا ليست لبنانية ولا عربية بل هي أمريكية وتربت وعاشت في أميركا، وتبرأ منها أهلها، وحاول شقيقها أن يقتلها، وكل الأخبار التي تتنصل من خليفة، على الرغم من الاسم والوشم المعبران عن أصولها العربية. هي عملية تطهير مخادعة للذات العربية.