أكدت جامعة الدول العربية ، اليوم الخميس ، أن حل الدولتين، الذي كان وسيظل المنطلق الأساسي والوحيد للوصول إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، “يتعرض لتهديدات غير مسبوقة”.
وأكد الأمين العالم للجامعة، أحمد أبو الغيط، في كلمة أمام الاجتماع العاشر لمجلس أمناء “مؤسسة ياسر عرفات” الذي انعقد اليوم الخميس بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، بحضور شخصيات سياسية فلسطينية وعربية، ضرورة الحفاظ على حل الدولتين “في مواجهة الزحف الشرس من جانب قوى الاستيطان الإسرائيلي بهدف تقويضه للأبد”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ألمح في منتصف الشهر الجاري، إلى إمكانية التخلي عن خيار حل الدولتين، وإقامة دولة واحدة تستوعب الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأعرب ترامب، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عن عدم ممانعته لأي حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، “طالما يوافق عليه الجانبان، سواء أكان ذلك بوجود دولة واحدة أو دولتين”.
وأشار الأمين العام للجامعة العربية، إلى أن حل الدولتين كان هو المحرك الرئيسي وراء حالة الإجماع الكاسح التي توفرت لقرار مجلس الأمن رقم 2334 في دجنبر الماضي بوقف الاستيطان، وخاصة بما يمثله هذا القرار من قيمة سياسية قانونية، تمكن مرة أخرى من فتح مجال للعمل السياسي والقانوني، وصولا إلى المساءلة القضائية.
ونبه إلى أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير بعد أن كادت الأحداث العاصفة والنوازل الخطيرة التي ألمت بالمنطقة خلال الأعوام الستة المنصرمة أن تحيلها إلى مرتبة ثانية على الأجندة الدولية.
ولفت إلى أن إسرائيل كانت الرابح الأكبر جراء هذه التطورات، حيث وظفت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حالة الانشغال الإقليمي والدولي بما يجري في المنطقة من تغيرات غير مسبوقة، لكي تدفع قدما بأجندتها الاستيطانية والتوسعية، وتمعن في سياساتها العنصرية في الضفة الغربية.
وأشار أبو الغيط إلى أن الحكومة الإسرئيلية صارت، أسيرة بالكامل لتيارات اليمين المتطرف وقوى الاستيطان، “ولم تعد تتقن سوى فنون المراوغة والتسويف وإضاعة الوقت”، حيث تمكنت من إفشال مساعي الإدارة الأمريكية السابقة لاستئناف العملية السلمية ووقف الاستيطان.
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية التي كانت ترعاها واشنطن في أبريل عام 2014 بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين على أساس حدود 1967 والإفراج عن معتقلين من السجون الإسرائيلية.
ويناقش اجتماع مجلس أمناء مؤسسة “ياسر عرفات” نشاط المجلس والتقارير الخاصة بأوضاع المؤسسة، وهي مستقلة وغير ربحية تأسست في 2007 بهدف المحافظة على تراث الرئيس الراحل ياسر عرفات وتخليد ذكراه لدى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والصديقة، والقيام بنشاطات خيرية وإنسانية واجتماعية وأكاديمية لخدمة الشعب الفلسطيني.