بقلم: /ح ي /
إعترف الجميع بوجود مصداقية في ما أفرزته صناديق اقتراع 25 نونبر 2011، ما دام أن الذي نال حظوة الثقة الشعبية هو حزب قدم نفسه للرأي العام على أنه مستهدف من أكثر من جهة، وأنه حزب يملك حلولا لمشاكل المغرب لم يتم تجريبها من قبل، وكان لا بد للمغاربة أن يثقوا فيه لأنه يدفع بتغليب الأخلاق في العمل السياسي، ويعتمد على آلية تعبوية داعمة ومزكية استوت في المجالس العلمية منذ سنوات، واستطاعت خلق رأي عام موالي للإسلاميين معتمدا بالأساس على برامج محاربة الأمية بتمويل من الدولة في الوسط النسائي في تجربة شبيهة بتجربة العدالة والتنمية في تركيا.
وقتها قلنا وقال المراقبون والمهتمون والمحللون، إن نجاح التجربة الحكومية للعدالة والتنمية يبقى رهينة، إلى حد كبير، بصدقية البرنامج الانتخابي للحزب الإسلامي، (الصدقية وغياب الوعود الكاذبة)، فما التزم به الحزب في برنامجه الذي وزعه على عموم الشعب وفي تصريحات إعلامية، كان بمثابة دفتر تحملات على أساسه كانت العلاقة التعاقدية لمدة خمس سنوات.
لقد التزم السيد بن كيران بقيادة حكومة ترفع الحد الأدنى للأجور إلى 3000 درهم وتحقق نسبة نمو سنوية 7 في المائة، وتُخَفِّض العبء الضريبي على المقاولات وأشياء كثيرة، على الرغم من أن هناك أطراف، قالت كلاما غيره وشرحت أن هناك استحالة تحقيق هذا البرنامج نظرا لمناخ الانكماش الاقتصادي الذي يمر منه العالم.
كان من حق كل المغاربة أن يحتفظوا بنسخ من برنامج العدالة والتنمية في بيوتهم، ليس لأن هذه النسخ كانت في “مقام” نسخ القرآن أو صحاح البخاري ومسلم، الذي تعتز بها بيوتهم، ولكن من أجل التمييز، بعد خمس سنوات، بين الوعد الصادق والوعد الكاذب، فمن هنا يخسر الفاعل مصداقيته أو يربحها للأبد والأمور بخواتمها.
لقد أخذ المغاربة علما، خلال عام 2011، بأن بن كيران قال إن حكومته لن تسير ب”التلكوموند”، كما حدث مع الحكومات السابقة. ومن حيث المنطق كان عليه ألا يتحالف مع كل الوزراء الذين كانوا يأتمرون ب”التلكوموند”، والذين ذهب إلى حد تسمية أحدهم بالكركوز.
لقد أخذ المغاربة علما، أيضا، أن بن كيران التزم بمحاربة الفساد وعليه أن يحاربه ويشرك المغاربة إعلاميا بصولاته في محاربة الفساد ويكشف كل ملفات الفساد التي أبلى البلاء الحسن في محاربتها.
(يتبع )
رابط الحلقة الأولى: https://www.agora.ma/عبدة-الكراسي-وعبدة-الجماهير-ونهاية-أس/