لا زالت بعض البلدان، مثل المغرب، تضم فئة مهمشة من هؤلاء الشباب الذين يرغبون فقط في تشويه سمعة بلدانهم-وكأننا بهم لا زالوا يسبحون وسط كتب الماركسية اللينينية- والذين يجعلون من شبكات التواصل الاجتماعي حقلا لعرض الأفكار التي دافع عنها أجدادهم حين كانت الثورات الشيوعية تحرّك الهمم.
من بين هؤلاء، ظهرت مجموعة على اليوتيوب في حلقة نقاش توسّطتها قارورات الجعة والنبيذ، وسط سحابة من الدخان للتعبير عن التحررية والتقدمية، حيث خال بعض العدميين البورجوازيين أنهم تطرّقوا للمواضيع التي تحرك المملكة بطريقة “التهلال” غير المفهومة.
تم تمويل هذا البرنامج من طرف نفس الصناديق التي موّلت النسخة المتطرفة من موقع “لكم”، أو تلك التي حرّكت المؤرّخ الذي لا يضبط ساعته، المعطي منجب، الذي أسس جمعيات دون غرض، بحيث تم خلق هذا البرنامج “1diner, 2 cons ” ليكون المنبر المغربي الوحيد الذي يمكن أن تتحدث داخله وفمك مملوء، ورأسك أيضا.
استدعت الحلقة التي نتحدث عنها الثنائي يوسف المودن وأمين بلغازي، وهما بطبيعة الحال يلبسان قميص فريق “المجتمع المدني”، كما جمعت هذه الحلقة التي تفوح منها رائحة الخمر أحمد بنشمسي، المنفي تطوعا باسم حقوق الإنسان، وعمر راضي، الاختصاصي في التسول باسم المنظمات غير الحكومية، وعادل السعداني الذي لا يقدم البيانات المالية لمموّليه، وباري، مغني منسي في الساحة الفنية الكازاوية، وجواد الحميدي، تاجر ديني، ورشيد أوراز، أستاذ جامعي.
وفي غياب أرضية للنقاش، صار هؤلاء المذكورون أعلاه “يدخلون ويخرجون في الهضرة” وصاروا يتحدّثون عن أرقام لا أساس لها من الصحة، كما أنهم خلطوا أوراقهم وكسّروا تسلسل الأحداث إلى حد الإحساس بالغثيان، بل إنهم اتجهوا للشعب المغربي ووصفوه بأنه لا يكترث لهم وأنه يجب عليه الاستماع لهرطقاتهم، إن لم نقل “هرنطاتهم” (نسبة إلى صوت الحمار).
ما يجب على هؤلاء “البراهش” معرفته هو أن طريقة تدخين السجائر أو كيفية الإمساك بقنينة الجعة خلال الحديث وأمور أخرى لا تجعل منهم مثقفين، حيث يجب أن يعلم هؤلاء النرجسيون أنهم ليسوا مناضلين أو علماء إصلاحيين… وإلى مزبلة التاريخ كما قال الآخر.