أعرب وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري الجمعة عن خشيته من نشوب نزاع مع إيران بعد إنسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم مع طهران، مؤكدا أن قادة إقليميين كانوا طالبوه في جلسات خاصة بشن ضربات عسكرية.
وكان كيري قاد المساعي الدبلوماسية التي أفضت في 2015 إلى اتفاق تعه دت بموجبه طهران أمام القوى الغربية كما وروسيا والصين بكبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
وقال كيري أمام مجلس العلاقات الخارجية خلال لقاء ترويجي لمذكراته إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بانسحابه من الاتفاق “عزز أرجحية حصول نزاع في المنطقة لأن هناك أشخاصا يودون رؤية الولايات المتحدة تضرب إيران”.
وكشف كيري أن العاهل السعودي السابق الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري الأسبق حسني مبارك قالا له إنه يجب على الولايات المتحدة مهاجمة إيران، علما أنهما لم يعلنا هذا الموقف علنا.
كذلك طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المعارض بشدة للاتفاق النووي، من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الموافقة على ضرب إيران، بحسب كيري.
وعلى الرغم من تأكيد المحققين التزام إيران ببنود الاتفاق النووي، أعلن ترامب أنه اتفاق كارثي لأنه لم يعالج أسباب القلق الأميركي حيال إيران بما في ذلك التهديدات لإسرائيل، ودعم تنظيمات إسلامية مسلحة مثل حزب الله، بالإضافة إلى البرنامج الصاروخي الإيراني.
لكن كيري قال إن الولايات المتحدة كانت “تحملهم فعليا على القيام بالأمور بهدوء”، بما في ذلك تهدئة النزاع في اليمن. وتابع كيري أنه يعتقد أن الرئيس الإيراني حسن روحاني كان “يحاول دفع البلاد نحو اتجاه مختلف”.
وقال كيري إن “ما فعله ترامب هو تقوية الإيرانيين المعارضين للتعامل مع الولايات المتحدة”.
وتابع وزير الخارجية الأميركي السابق “لقد عزز أرجحية تولي الحرس الثوري أو أحمدي نجاد (الرئيس الإيراني السابق)آخر قيادة البلاد في حال حصول انفجار داخلي بدلا من ديموقراطي مغمور (…) وبذلك نكون أسوأ حالا وكذلك الشعب الإيراني”.
وهاجم ترامب كيري للقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف بعد خروجه من الوزارة متهما إياه بانتهاك قوانين أميركية تمنع مواطنين من مناقشة نزاعات مع حكومات أجنبية.
وقال كيري إن ترامب يسعى للتعمية عن فضيحته المتعلقة باحتمال حصول تدخل روسي في انتخابات 2016 مضيفا أنه من الطبيعي لمسؤولين سابقين ان يتواصلوا مع نظرائهم الأجانب.
(أ ف ب )