دعا القادة العرب في ختام مؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة، اليوم الأحد 20 يناير ببيروت، إلى تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.
وشددوا في “إعلان بيروت” الذي توج اشغال القمة، على أهمية دعم مسيرة العمل التنموي الاقتصادي والاجتماعي وضرورة متابعة التقدم المحرز في إطار منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى ومتطلبات الاتحاد الجمركي العربي أملا في الوصول الى سوق عربية مشتركة وبذل كافة الجهود للتغلب على المعوقات التي تحول دون تحقيق ذلك.
وأكدوا في الوقت ذاته، على أهمية دعم وتمويل مشاريع التكامل العربي واستكمال مبادرة المساعدة من اجل التجارة، الرامي إلى تعزيز التعاون الاقتصادي العربي المشترك. كما أوصوا بتعزيز التطور التكنولوجي والمعلوماتي وما أحدثه من تغيرات كبرى في تنظيم الاقتصاد العالمي، داعين إلى ضرورة تبني سياسات استباقية لبناء القدرات اللازمة للاستفادة من إمكانات الاقتصاد الرقمي وتقديم الدعم للمبادرات الخاصة من خلال إرساء رؤية عربية مشتركة في هذا المجال الحيوي.
ودعا القادة العرب أيضا، القطاع الخاص العربي للاستثمار في المشاريع التي تندرج في إطار مبادرة الاستثمار العربي في السودان من اجل تحقيق الأمن الغذائي العربي، وحثوا الصناديق العربية ومؤسسات التمويل للمساهمة على أهمية توفير التمويل اللازم لإنجاز هذه المشاريع التنموية.
وأقر “إعلان بيروت” مشروع الميثاق الاسترشادي لتطوير المقاولات الصغرى والمتوسطة ومتناهية الصغر، لضمان اندماج اقتصاديات الدول العربية فيما بينها وخلق مزايا تنافسية في ظل التكتلات الاقتصادية الدولية وصولا الى تحسين مستوى التشغيل وتخفيض معدلات البطالة.
كما أعلن القادة العرب عن اعتماد الاستراتيجية العربية للطاقة المستدامة 2030 لتحقيق التطور المستدام لنظام الطاقة العربي، انسجاما مع اهداف الاجندة العالمية للتنمية المستدامة في ابعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وأكدوا على ضرورة تنمية المهارات وتشجيع الإبداع والابتكار بهدف بناء الانسان، وخلق المواطن المنتج الذي يساهم في بناء وتنمية المجتمع وسن التشريعات والقوانين المنظمة لسوق العمل وتدريب العمالة بما يمكن من تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأقر اعلان بيروت ايضا برنامج ادماج النساء والفتيات في مسيرة التنمية بالمجتمعات المحلية بهدف توعية وتثقيف النساء مؤكدا التزام القادة بتقديم الدعم اللازم لتنفيذ البرنامج، ايمانا منهم باهمية الدور الفاعل للمرأة في المجتمعات العربية وضرورة تمكينها وإدماجها في كافة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
كما اعتمد الاستراتيجية العربية لحماية الأطفال في وضع اللجوء والنزوح في المنطقة العربية كوثيقة استرشادية، مؤكدا على أهمية توفير حياة كريمة لهذه الفئة في مناطق النزوح واللجوء والتي تعاني من انتشار ظاهرة الاٍرهاب والنزاعات المسلحة، وقرر القادة العرب، عقد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، مطلع عام 2023.
وبحثت القمة التي نظمت تحت شعار “تنمية الانسان والاستثمار في البشر”، مواضيع تتعلق بالتكامل وتنسيق السياسات التنموية بين دول العالم العربي في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
وتناولت وفقا لجدول أعمالها الذي نوقش خلال الاجتماعات الوزارية التحضيرية 29 مشروعا وبندا تشمل المبادرات والاستراتيجيات التنموية ذات الصلة بالأمن الغذائي والطاقة والقضاء على الفقر وحماية النساء والأطفال وتشغيل الشباب، والربط الكهربائي وتفعيل الاتحاد الجمركي واقامة سوق عربية حرة.