أكد الكاتب العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة عبد اللطيف النحلي، اليوم الأربعاء بوجدة، أن الوزارة حريصة على تفعيل مقاربة خاصة بتهيئة وتأهيل المجالات القروية، خاصة المراكز الصاعدة.
جاء ذلك خلال أشغال الدورة الثامنة عشر للمجلس الإداري للوكالة الحضرية لوجدة التي تمت خلالها المصادقة على التقرير الأدبي والمالي لسنة 2018 ومشروع ميزانية 2019 وبرنامج عمل الوكالة برسم 2019-2021.
وقال السيد النحلي إنه “في إطار المجهودات المبذولة لتنمية العالم القروي والنهوض بأوضاعه العمرانية، حرصت الوزارة على تفعيل مقاربة خاصة بتهيئة وتأهيل المجالات القروية، خاصة منها المراكز الصاعدة، لما لهذه المراكز من دور بنيوي في هيكلة المناطق ذات الطابع القروي وتحسين المشهد العمراني وتنظيم وتقريب الأنشطة والخدمات العمومية وتقوية جاذبية النطاقات القروية المحيطة بها”.
وأوضح، في هذا الصدد، أن من شأن ذلك أن يمكن من توفير ظروف وشروط الاستقرار للساكنة والخدمات والمرافق العمومية الضرورية.
وفي السياق، أبرز السيد النحلي أن الوزارة تعمل على تغطية جميع المراكز والتجمعات العمرانية القروية بوثائق التعمير، فضلا عن إنجاز العديد من البرامج والأوراش سواء في ما يتعلق بالتأهيل وتقليص الفوارق المجالية أو بتشجيع عملية البناء بالعالم القروي، وذلك من خلال إعمال مبادئ المرونة واليسر في دراسة الملفات وكذا منح استثناءات على المساحة والعلو المسموح بهما، فضلا عن استعمال التسهيلات الممنوحة بمقتضى النصوص التشريعية والدوريات الوزارية.
وفي ما يتعلق بالتأطير التقني والمعماري للبناء بالعالم القروي، يضيف الكاتب العام، عملت الوزارة على توسيع مجال وقاعدة الاستفادة منه ليشمل التصاميم الطبوغرافية والتصاميم المرتبطة بالخرسانة وإعادة هيكلة الدواوير، وتلك الخاصة بمناطق التجهيز التدريجي والمواثيق المعمارية والمشهدية وكذا دراسات الجدوى والدراسات ذات الطابع الوقائي والاستباقي الخاصة باجتناب المخاطر المرتبطة بالزلازل والفيضانات وانجراف التربة، وذلك بغية تأهيل النطاقات القروية والإسهام في تحسين عيش الساكنة بها.
من جانب آخر، أكد السيد النحلي أن التحديات الآنية والمستقبلية وتحقيق الأهداف المتوخاة من البرامج التوقعية للوكالة الحضرية لوجدة يستدعي منها وضع مقاربة متجددة لتدبير الشأن الترابي ونهج سياسة تقوم على متابعة الجهود الرامية إلى تعميم التغطية بوثائق التعمير وديمومة مصاحبة وتأطير التوسع العمراني وإعداد دراسات مرتبطة بالمحافظة على التراث التاريخي والمعماري والطبيعي الذي يزخر به هذا المجال الجغرافي واستحضار البعد البيئي في الدراسات التعميرية والنوعية والتأهيل الحضري.
وخلص إلى التأكيد على أن الهدف من وراء ذلك يكمن في الرفع من جودة الإطار المبني وتحسين جمالية المشهد العمراني والمساهمة في تنمية وتأهيل العالم القروي، مع الحرص على تقوية التنسيق مع جميع الفرقاء بالجهة فيما يتعلق بمواكبة المشاريع التنموية وتتبع الدراسات الجهوية.
من جانبه، أكد الكاتب العام لولاية جهة الشرق عبد الرزاق الكورجي أن الجهة تشهد دينامية تنموية هامة منذ 18 مارس 2003، تاريخ الخطاب الملكي السامي الذي أسس لمبادرة ملكية لتنمية جهة الشرق.
كما أن ورش الجهوية المتقدمة، يضيف السيد الكورجي، شكل قيمة مضافة ساهمت في تحقيق العديد من المنجزات، ذات العلاقة بالتأهيل المجالي، على صعيد الجهة.
وفي السياق، توقف الكاتب العام للولاية عند مجموعة من البرامج الحكومية التي حققت عددا من المكتسبات المجالية بالجهة، من بينها على الخصوص، برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية وبرنامج محاربة الفقر والهشاشة، وهي المبادرات والبرامج التي كان لها الأثر الكبير في النهوض بأوضاع عيش الساكنة والارتقاء بالمشهد الحضري وتعزيز جاذبية وجمالية المجال الترابي وجعل التعمير في خدمة البيئة والتنمية.
وأشار، في هذا الصدد، إلى مشروع تأهيل الشريط الحدودي الذي كان له الأثر الإيجابي على ساكنة المنطقة، والمشاريع التنموية المهيكلة، من قبيل القطب التكنولوجي بوجدة والقطب الفلاحي ببركان، والرؤية الاستراتيجية لتنمية وجدة الكبرى 2020 والبرامج التنموية الإقليمية، خاصة برنامج تنمية إقليم جرادة، وإنجاز مشاريع البنيات التحتية وكذا برامج التأهيل والتجديد الحضري، وغيرها من المشاريع التنموية.
وفي سياق هذه الدينامية، لفت السيد الكورجي إلى إعطاء الانطلاقة للدراسة المتعلقة بإعداد المخطط الجهوي لإعداد التراب، داعيا إلى مضاعفة الجهود لإنجاز هذه المشاريع والبرامج، بما يفضي إلى توفير أرضية ملائمة لاستقطاب الاستثمار المحدث لفرص الشغل.
من جهته، أشار النائب الثاني لرئيس مجلس جهة الشرق سعيد بعزيز إلى أنه بعد صدور المرسوم المتعلق بتحديد مسطرة التصميم الجهوي لإعداد التراب وتحيينه وتقييمه، صادق مجلس الجهة على مشروع إعداد التصميم، الذي يعد وثيقة مرجعية تروم تعزيز التشاور وتحقيق الانسجام والتنسيق بين مختلف الفاعلين والمتدخلين في ميدان إعداد التراب على المستوى الجهوي.
وذكر، في هذا الصدد، باجتماع اللجنة الجهوية الاستشارية لإعداد التراب لجهة الشرق، في فبراير الماضي بمقر ولاية الجهة، لإعطاء الانطلاقة لإنجاز التصميم الجهوي لإعداد التراب.
كما توقف السيد بعزيز عند بعض الإشكاليات المرتبطة بالتعمير والبناء في الوسط القروي، داعيا إلى مزيد من تبسيط المساطر ذات الصلة، بما ينعكس إيجابا على تحسين إطار عيش الساكنة في المجالات القروية.