الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي
أكد رئيس مجلس المستشارين، السيد حكيم بن شماش أن النهوض بالتعليم والتربية وتوسيع مساحات الالتزام بالقيم الإنسانية المشتركة هو السبيل الأفضل والأضمن لتأمين الأجيال القادمة من المخاطر المحدقة بها.
وأوضح السيد بن شماش، اليوم الاثنين في مداخلة له خلال النقاش العام حول دور البرلمانات في تدعيم التربية على السلم والأمن وسيادة القانون، في إطار الدورة 140 للاتحاد البرلماني الدولي التي تحتضنها الدوحة، أنه في سياق ما تنطوي عليه المتغيرات الجيو-سياسية على الصعيد العالمي من تحديات آخذة في التفاقم، تبرز الحاجة الماسة إلى “النهوض بالتعليم والتربية وتوسيع مساحات الالتزام بالقيم الإنسانية”، باعتبارها تمثل مشتركا إنسانيا جامعا، ومن ثمة “السبيل الأفضل والأضمن لتأمين أجيالنا القادمة من المخاطر المحدقة بها”.
وأضاف السيد بن شماش، الذي يقود وفدا برلمانيا مكونا من ممثلين عن الغرفتين في أشغال هذه الدورة، أنه بموازاة الاشتغال على هذا المشترك، يكتسي أيضا “تعزيز الحوار والتبادل بين الأمم والشعوب أهمية قصوى”، منوها في هذا الصدد، بوجاهة اختيار موضوع التعليم في ارتباطه بتعزيز السلم والأمن وسيادة القانون ليكون أحد محاور التداول في هذا المحفل الدولي، خاصة في ظل ما يشهده من “متغيرات وأوضاع مضطربة بما يترتب وسيترتب عليها حتما من تهديدات وتحديات، شديدة القسوة على البشرية والكوكب معا”.
ولفت المسؤول المغربي إلى أن لانتشار واستمرار النزاعات والتوترات، الناجمة عن “هيمنة ثقافة الكراهية ورفض الآخر”، كلفة باهظة قدرها مؤشر السلام العالمي خلال 2016 ب14.3 ترليون دولار، أي حوالي 12.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مسجلا أن الأدهى امام هذا الوضع هو الإقرار الأممي بفشل “الطرق التقليدية في التعامل مع النزاعات بغض النظر عن الأموال الطائلة المنفقة”.
وشدد السيد بن شماش على أنه في خضم كل ذلك تبقى “التربية على السلم والمواطنة وبناء ثقافة السلام وتعزيز قيم التسامح ومكافحة خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب” من المداخل الرئيسية لتجاوز ومعالجة ما يحدق بأجيال المستقبل من مخاطر، مشيرا الى أن هذه المحددات تشكل خيارا استراتيجيا للمملكة المغربية .
واستحضر، في هذا الصدد، ما جاء في كلمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال استقبال قداسة الباب مؤخرا في الرباط، والتي قال فيها جلالته إنه “لمواجهة التطرف بكل أشكاله، فإن الحل لن يكون عسكريا ولا ماليا؛ بل الحل يكمن في شيء واحد، هو التربية. فدفاعي عن قضية التربية، إنما هو إدانة للجهل. ذلك أن ما يهدد حضاراتنا هي المقاربات الثنائية، وانعدام التعارف المتبادل، ولم يكن يوما الدين”.
وبعد أن تطرق لمجموعة من المجالات التي قال إنها حيوية ويمكن للاتحاد البرلماني الدولي أن يبلور بشأنها خطة عمل، أعرب عن تطلعه في أن يسهم الاتحاد في إعداد خطط برلمانية وطنية لتعزيز التربية على السلم والمواطنة وبناء ثقافة السلام.
وخلص الى أن الأيادي في المغرب “ممدودة لمزيد من التعاون والشراكة من أجل عالم أقل عنفا وأكثر عدلا”، وأن الاستعداد أيضا موصول لتقاسم الخبرات والتجارب الوطنية الرائدة في مجال مكافحة التطرف.