الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي
بنجرير – أكد الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، السيد محمد دردوري، أمس الأربعاء ببنجرير، أن المغرب بدأ يجني الثمار الأولى لاستراتيجيته الرامية إلى تعميم من التعليم الأولي.
وقال السيد دردوري، خلال حفل إطلاق الحملة الوطنية للإعلام والتحسيس بتنمية الطفولة المبكرة في المملكة، التي تنظمها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من 21 أكتوبر الجاري إلى غاية 4 نونبر المقبل، “منذ إطلاق المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أرسينا استراتيجية اعتمدت أفضل المقاربات الدولية في مجال الصحة والتعليم الأولي، مع الحرص على إشراك الوزارات المعنية (وزارة التربية الوطنية ووزارة الصحة وغيرها)، والمنظمات الدولية (اليونسيف)، والمجتمع المدني”.
وأكد السيد دردوري أن تنمية الطفولة المبكرة، باعتبارها مفتاح النمو الاجتماعي والاقتصادي المستقبلي لأي بلد، تعتبر مسعى متعدد الأبعاد وطويل الأجل يتطلب تعبئة جميع المواطنين، مبرزا أنه سيتم بناء حوالي 10 آلاف وحدة للتعليم الأولي خلال السنوات الخمس المقبلة في إطار المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بينما ستستفيد خمسة آلاف وحدة أخرى من برامج إعادة التهيئة التي تندرج في إطار هذا الورش الملكي.
وسجل أن هذا المشروع الهام يهدف إلى تعميم الولوج إلى تعليم أولي ذي جودة، لاسيما في المناطق القروية والنائية، مما سيسهل الدمج المدرسي للأطفال والنجاح في دراساتهم، وسيمكن من تحسين تصنيف المغرب فيما يخص مؤشر رأس المال البشري، مبرزا ضرورة تعبئة ثلاثة مليارات درهم سنويا لضمان نجاح وتحقيق الأهداف التي سطرتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بخصوص موضوع التعليم الأولي.
وذكر السيد دردوري بأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جعلت من تنمية الطفولة المبكرة هدفا ذا أولوية في مرحلتها الثالثة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في شتنبر 2018، مبرزا أن صحة الطفل تشكل بدورها رافعة أساسية لتنمية رأس المال البشري.
وقال في هذا السياق، إنه سيتم تجهيز وإعادة تأهيل المراكز الصحية ودور الأمومة بالمعدات الأساسية، كما سيتم بناء مراكز أخرى، وذلك بهدف ضمان متابعة صحة الأم والطفل وتقليص نسبة وفيات الأمهات والأطفال الرضع، خاصة في المناطق القروية والنائية.
وأضاف أن الأمر يتعلق أيضا بتحسين التغذية لدى الأمهات والأطفال للتغلب على تأخر النمو لدى الأطفال بسبب سوء التغذية.
من جهته، قال عامل إقليم الرحامنة، عزيز بوينيان، إن تنمية الطفولة المبكرة تشكل أداة فعالة ورافعة أساسية لمعالجة التفاوتات الاجتماعية والمجالية.
وأكد بوينيان أن التعليم الجيد والنظام الغذائي الصحي والمتوازن والتتبع الطبي كلها من العناصر التي ستمكن الأطفال من مواجهة تحديات الحياة ومنحهم المزيد من الفرص للنجاح في المدرسة وفي الوسط المهني.
وأضاف أنه على الرغم من المنجزات التي تحققت في المجالات التي تساهم في تنمية الطفولة المبكرة، لاسيما تعميم التلقيح ضد الأمراض، فإن المغرب لا يزال يواجه العديد من التحديات المتعلقة بشكل رئيسي بتقليص نسبة وفيات الأمهات والأطفال، وتحسين التغذية وتعميم التعليم الأولي.
وأكد أن المملكة قادرة على مواجهة هذه التحديات بفضل تقارب تدخلات الفاعلين وإيلاء أهمية أكبر لجودة الخدمات ووضع آليات للتتبع والتقييم أثناء إعداد المشاريع، مبرزا الدور الهام الذي تضطلع به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال تحديد الأولويات، وتوحيد جهود جميع المتدخلين وتعبئة مختلف الجهات الفاعلة (الأسر والسلطات العمومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني).
ونوه باقي المتدخلين، بما فيهم المنتخبون ورؤساء المصالح الخارجية وممثلو المجتمع المدني، بهذه المبادرة الرامية لتنظيم الحملة الوطنية للإعلام والتحسيس بتنمية الطفولة المبكرة في المملكة، داعين إلى مواكبة وتقييم المشاريع أثناء تنفيذها.
وتم إطلاق الحملة الوطنية للإعلام والتحسيس بتنمية الطفولة المبكرة في المملكة، أمس الأربعاء، من مدينة بنجرير.
وتأتي العملية التي تكتسي أهمية رمزية كبيرة، تجسيدا للتوجيهات السامية التي تضمنتها الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في أشغال الدورة الأولى للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية، التي جرت في 19 شتنبر المنصرم.
وتهدف هذه الحملة الوطنية بالدرجة الأولى إلى تحسيس المواطنين بأهمية هذه المرحلة المبكرة من الحياة في تنمية رأس المال البشري.
وتستهدف الحملة فئة عريضة من المواطنين، وتتضمن رسائل موجهة بشكل خاص لآباء الأطفال في مرحلة عمرية مبكرة، والمهنيين والفاعلين في مجال الطفولة المبكرة، علاوة على المسؤولين وصناع القرار، المدعوين إلى اتخاذ التدابير المناسبة بشأن صحة الأم والطفل والتعليم الأولي.
وسيتم عقد لقاءات تجمع الأطراف المعنية من سلطات عمومية ونسيج جمعوي وممثلين عن القطاع الخاص وخبراء بغية تحفيزهم على الانخراط في هذه الرؤية، بالإضافة إلى القيام بزيارات ميدانية في عمالات وأقاليم المملكة ستمكن من تقييم السير الجيد لإنجازات وأوراش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ذات الصلة بتنمية الطفولة المبكرة، ولاسيما إحداث وتأهيل وحدات التعليم الأولي في الوسط القروي.