فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
جواد التويول/ و م ع/
الدار البيضاء – يبدو أن الاستثمار في قطاع الرياضة، بات مطلب ملحا في السنوات الأخيرة، إذ لم يعد محفوفا بالمخاطرة كما في وقت سابق، بعدما انتشرت في الكثير من الحواضر المغربية مدن رياضية من جيل جديد، تضم أحدث المرافق الرياضية والترفيهية التي تستجيب لانتظارات الساكنة.
“سيتي فوت”، أو “حدائق كاليفورنيا” مشروع رياضي بحي لوازيس بمنطقة عين الشق بالدار البيضاء، رأى النور، سنة 2015 نظير شراكة نموذجية بين القطاعين العام والخاص، يمتد على مساحة 54 ألف متر مربع كانت أصلا مرتعا للنفايات والمتلاشيات والعربات المهجورة والمعطلة، قبل تهيئتها وتحويلها إلى محج مفضل لممارسي مختلف الأصناف الرياضية من جميع الفئات العمرية تحت إشراف فرق من المدربين والمعدين البدنيين.
جاذبية هذه المنشأة الرياضية، وموقعها الاستراتيجي بجانب الطريق السيار، تغري الزائر لاكتشاف مرافقها الحيوية، تجهيزات رياضية رفيعة هنا وهنالك، ملاعب فسيحة لكرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وكرة المضرب، صممت بعناية، وحمامات سباحة شبه أولمبية، ومستودعات رياضية تؤثث واجهة الفضاء.
في جانب آخر من الموقع، مضمار للياقة البدنية، ومسبح وملاعب للإسكواش وصالة رياضية وقاعة مجهزة بمختلف معدات التدريبات، ومركز صحي رياضي، ومرفق إداري وفندق يعنى بالتركيز الرياضي.
كما يضم هذا الفضاء الرياضي، مطعما ومقهى فسيحين ومدرسة لتكوين الناشئين وقاعة للمؤتمرات من الجيل الجديد، تحتضن كبريات المؤتمرات الدولية، أخرها اجتماع للجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف).
“سيتي فوت” مشروع رياضي بمواصفات عصرية لافتة، هو الأول من نوعه بالحاضرة الاقتصادية للمملكة، يؤمن الشغل ل160 شابا وشابة في أفق زيادة العدد إلى 250 في الأيام المقبلة بعد الانتهاء من أشغال تهيئة كافة مرافق الفضاء.
يقول حفيظ بن محمد مدير المشروع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “سيتي فوت”، فضاء رياضي نموذجي يستجيب للحاجيات الملحة للممارسين الرياضيين بمدينة الدار البيضاء بحكم توفره على تجهيزات وملاعب رياضية صممت وفق تقنيات حديثة تتماشى مع رغبات هواة الرياضة.
وأضاف أن هذه النواة الرياضية، ساهمت في خلق بنية رياضية لائقة تستقطب يوميا مئات الممارسين الرياضيين من فئات عمرية مختلفة لإبراز مواهبهم في مختلف الأصناف الرياضية.
وأشار بن محمد إلى أن إنجاز هذا المشروع، تطلب في بداية الأمر، اعتمادات مالية، بقيمة 40 مليون درهم، ليرتفع حجم الاستثمار إلى 100 مليون درهم مع توسيع مرافق جديدة، مبرزا أن التكلفة الإجمالية ستصل إلى 165 مليون درهم مع استكمال مختلف تجهيزات هذه النواة الرياضية العصرية.
وسجل أن غالبية المستخدمين بهذا الفضاء الرياضي، ينحدرون من أوساط شعبية بمنطقة عين الشق تعاني الهشاشة وهو ما يعني ان المشروع له أفق تنموي لإدماج الفئات الهشة في النسيح السوسيو اقتصادي.
من جهته، أكد محمد عبدي مسؤول الموارد البشرية بهذه المنشآة الرياضية، أن هذه الأخيرة تشرف عليها نخبة من الأطر والمدربين في تخصصات رياضية مختلفة، تستجيب إلى الحاجيات التكوينية بالنسبة إلى الفئات العمرية الصغار واليافعين.
وسجل أن مدرسة تكوين الناشئين، القلب النابض للمشروع، تنسجم مع الأهداف العامة لفضاء “سيتي فوت” الذي ينتمي إلى جيل الفضاءات الترفيهية الحديثة بالعاصمة الاقتصادية التي تجمع، في الآن نفسه، بين الترفيه ومتعة الممارسة الرياضية.
لذلك، يمثل إطلاق هكذا مشاريع رياضية وترفيهية، أداة مثلى لضمان تكوين رياضي صحيح وسليم للفئات الصغرى وصقل مواهبها وتفجير طاقاتها وتجويدها عبر برامج تكوينية دقيقة تشرف عليها أطر رياضية متخصصة.
كما تشكل مثل هذه الفضاءات الرياضية العصرية ، رافدا حيويا لتعزيز روح التنافس في صفوف الأطفال واليافعين، وتحفيزهم وتشجيعهم على المثابرة والاجتهاد لتحقيق ذواتهم وصقل مواهبهم في مختلف الألعاب الرياضية.