استنفار أمني عاشته مدينة الجديدة خلال نهاية الأسبوع الماضي- خصوصا مع إحياء حفلات مهرجان “جوهرة الحياة” وتنظيم موسم مولاي عبد الله أمغار، حيث أكّد لنا مصدر أمني أنه يتم يوميا اعتقال أكثر من 90 شخصا بتهم السرقة وحيازة المخدرات والقرقوبي وتبادل الضرب والجرح والسكر العلني، خصوصا في فئات الشبان والقاصرين. وتعرف المدينة خلال هذه الأيام العديد من عمليات السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض. ونحن نستقل سيارة أجرة صغيرة بالمدينة، أظهر لنا سائق الطاكسي سكينا من الحجم المتوسط يستعمل في “الكريساج” بالكرسي الخلفي للسيارة وقال “الحافيظ الله” مبرزا أنه نجا من بطش هؤلاء المجرمين.
الدنيا مخلطة
وأمام هذا الهم الكائل من المصطافين، وأغلبهم شباب وقاصرون، يختلط الحابل بالنابل بمدينة الجديدة، خصوصا في الشاطئ، إذ تتعرض العائلات للعديد من المواقف الحرجة خصوصا فيما يتعلق بسماع ما لذ وطاب من العبارات النابية التي يرسلها قاصرون وشباب، وهذا الأمر لا يقتصر على الشاطئ بل يمكن أن يصل إلى بعض الأحياء التي تعرف اكتظاظا كبيرا والتي غالبا ما تشهد عربدة هذا الشخص أو ذاك وهو ما يتسبب لأولياء الأسر في إحراج كبير خصوصا أن “أولاد اليوم ماتايحشموش” على حد تعبير شخص كان رفقة أبنائه يتابع أطوار مبارزة بالقرب من الشاطئ.
ونحن نهم بمغادرة مدينة الجديدة على مستوى الطريق المؤدية للدار البيضاء، لا زالت جحافل المصطافين تتقاطر على مدينة تحملت صيف هذه السنة أكثر من طاقتها، فموقعها الجغرافي وسهولة الوصول إلى شاطئها، إضافة إلى عدم غلاء المعيشة بها كلها عوامل جعلت الجديدة منذ عقود قبلة للمصطافين الباحثين عن “تخييمة رخيصة”. لكن ما تعيشه الجديدة هذه السنة لا يمكن أن يصدّقه إلى من حلّ بها ورأى بأم عينيه هجوما غير مسبوق على هذه المدينة الآمنة.