السكاكري النصاب يعيد نشر ‘زابوره’ ظانا أن للمغاربة ذاكرة الأسماك
بقلم: الحسين يزي
وافق مكتب الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، برئاسة الزميل نور الدين مفتاح ( رئيس الفيدرالية، ومدير أسبوعية “الأيام”)، على ملف عضوية الجريدة الالكترونية “أكورا بريس”في إطار الفيدرالية.
منطق الأشياء فرض على إدارة “أكورا بريس”، وهيئة تحريرها اختيار الالتحاق بالفيدرالية المغربية لناشري الصحف.
لقد جاءت وزارة الاتصال (ومن خلالها الحكومة)، بمخطط يرمي إلى إعادة تنظيم قطاع الصحافة بالمغرب. وكان العنوان الرئيس لهذا المخطط هو اختيار أعضاء “اللجنة العلمية الاستشارية المكلفة بدراسة مسودات مشاريع القوانين المتعلقة بمشروع مدونة الصحافة والنشر”، برئاسة الإعلامي والصحافي والسياسي محمد العربي المساري. فالمخطط إياه شمل إلى جانب قانون الصحافة والنشر وقانون الصحافي المهني، قانون الصحافة الالكترونية.
الحكومة (ومن خلالها وزارة الاتصال) تعرف ما تريد.. تعرف من أين تنطلق وإلى أين ستصل، والأهم عندها أن تصل كل القوانين المتعلقة بالصحافة والنشر إلى قبة البرلمان في أسرع وقت ممكن.
صحيح أن وزارة الاتصال اختارت مبدأ التشارك في إعادة تنظيم قطاع الصحافة بشكل عام، والدليل على ذلك أنها لم تتردد في إشراك الفاعلين الأساسيين في القطاع، والمقصود هنا، هما “الفيدرالية المغربية لناشري الصحف”، و”النقابة الوطنية للصحافة المغربية”. فلكلا الهيئتين سلطة معنوية ومهنية وسياسية بالأساس، فهما يشكلان قوتا ضغط مشروعة في المفاوضات المتعلقة بحرية التعبير وحرية الصحافة، وأوضاع العاملين في القطاع.
بين منطلق الحكومة وهدفها بخصوص تنظيم قطاع الصحافة الالكترونية دارت (ولا تزال) نقاشات على الهامش، هامة أحيانا، وعائمة في أحيان أخرى. وفي هذا السياق شكل اليوم الدراسي حول قطاع الصحافة الالكترونية، المنظم من طرف وزارة الاتصال، يوم 10 مارس الماضي، بداية التهافت غير المسبوق في تأسيس مواقع إلكترونية، وظهور غير مسبوق للمبحرين في عالم الانترنت، مطالبين بحقهم في التنظيم، وفي الكعكة المفترضة الخاصة بالدعم المادي والمالي.
إذن تسبب الوزير الحيوي للغاية، مصطفى الخلفي في هدم السد، لتخرج أقوام “يأجوج ومأجوج”، وتعلنها حربا على الجميع، وتشكك في مشروعية النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وأيضا في مشروعية الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، وفي مشروعية كل صحافي مهني وافد من الصحافة الورقية تجرأ على تأسيس جريدة إلكترونية.
وواقع الأشياء يفرض على الزملاء “قدامى صحافة الانترنت” أن لا يتصرفوا من منطلق أنهم “سكان أصليون للانترنت”، وما دونهم “وافدون ومستعمرون”.