أكد المحلل السياسي المخضرم محمد حسنين هيكل بأن ما يشهده العالم العربي هذه الأيام ليس “ربيعاً عربياً”، وإنما “سايكس بيكو” جديدة لتقسيم العالم العربي، وتقاسم موارده ضمن 3 مشاريع، الأول غربي “أوربي-أمريكي”، والثاني إيراني، والثالث تركي بالإضافة إلى نصف مشروع إسرائيلي لإجهاض القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الثورات لا تُصنع ويستحيل أن تنجح بهذا الأسلوب باعتبارها فعل لا يتم بطريقة “تسليم المفتاح” من قوى خارجية تطلب السيطرة ولا تريد إلا مصالحها فقط ولا يصح أن يتصور أحد أنها بعد المصالح تريد تحرير شعب.
وتابع هيكل في حوار أجرته معه صحيفة “الأهرام” المصرية مؤخراً: “سايكس بيكو” الأولى كانت خطاً على خريطة، يصل من (الكاف) إلى (الكاف).. الكاف في عكا والكاف في كركوك ويفصل الشمال.. هذه المرة ليس هناك خطاً فاصلاً، وإنما هناك مواقع متناثرة.. التقسيم في المرة الأولى كان تقسيماً جغرافياً وتوزيع أوطان، ولكن التقسيم هذه المرة تقسيم موارد ومواقع، وبوضوح فإن ما يجري تقسيمه الآن هو أولاً النفط وفوائضه.. نفط وفوائض ليبيا بعد نفط وفوائض العراق”.
هيكل: الربيع العربى جاء بتغيير بيولوجى للحكام
أكد الكاتب محمد حسنين هيكل، أن إسرائيل كانت قلقة جداً وبشكل كبير من التطورات فى المنطقة العربية، الأمر الذى قلت حدته فى الآونة الأخيرة، حيث لم تكن إسرائيل مرتاحة
لما تشهده المنطقة العربية، ساعية للحيلولة دون تطور وقدوم الربيع العربى، الذى أتى على حلفائها فى المنطقة العربية، مضيفاً أن التغيير العربى جاء بيولوجياً للحكام الذين وصلوا سن الـ70 عاماً فى معظم الدولة، وبقائهم فى السلطة ما يقرب من 30 إلى 40 سنة، مع تجهيز بديل متعجل من جيل الأبناء، تم سحب البساط من تحت أقدامهم مع قدوم رياح التغيير للربيع العربى.
محمد حسنين هيكل أضاف “هيكل” فى حواره للإعلامي التونسى محمد كريشان مقدم برنامج “حديث الثورة” على قناة “الجزيرة” القطرية، أن العالم كله وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية يتابعون التغيير فى المنطقة العربية وإعداد السيناريوهات المحتملة للتغيير، وذلك من “المعروف إلى المعروف ومن المضمون إلى المضمون”، أى من جيل الآباء إلى جيل الأبناء وهو الأمر الذي لم يحدث، حيث خرجت قوة ثالثة لم تكن فى الحسبان واستطاعت إحداث التغيير رغم عدم خبرتها وعدم تمكينها من إدارة الأمور.
وأشار “هيكل” إلى أن المنطقة العربية التى تعيش ربيع التغيير تشهد صراعاً بين كافة القوى لإيجاد موطئ قدم لها، وذلك للحفاظ على مصالح كل طرف، كما أن الأقطار التى تمكنت من إحداث التغيير يوجد بها صراع إدارات، خاصة فى مصر، وذلك بين إدارات صنعت الثورة ليس لديها خبرة فى إدارة الأمور ولم تمنح الفرصة من إدارة البلد مع رغبتها فى تحقيق مطالبها بسرعة كبيرة، وتخوف لعدم إدراكها بإدارة الأمور، وبين الإدارة المؤقتة التى تعانى من عجز شديد فى الإدارة التى تمكنها من إنجاز المشروعات الكبرى، لأنها مؤقتة غير مستقرة وليست انتقالية مرحلية ذات برنامج مرحلى.
وقال “هيكل”، إن الأمور يمكن أن تدار بشكل أفضل فى مصر بواسطة مجلس عسكرى انتقالي لمدة عامين يستطيع من خلال ذلك بإدارة البلاد والانتقال بالأمور بشكل أفضل، وذلك لتغيير وضع السلطة فى مصر من السلطة المؤقتة التى تعجز عن التحرك إلى الأمام بقوة إلى سلطة انتقاليه تستطيع اتخاذ خطوات كبيرة للأمام، قائلاً إن المجلس العسكري موجود فى السلطة بالفعل وهو الذي يدير البلاد.